​أبيل ألير، هو أول جنوبي يتولى رئاسة المجلس التنفيذي الأعلى لإقليم الجنوب في السودان، وكان موضع ثقة الرئيس جعفر النميري الذي كان يسميه "ابن السودان المخلص"، وعينه نائبا له بداية السبعينيات.

المولد والنشأة

ولد أبل ألير عام 1933 في جنوب السودان، وهو مسيحي بروتستانتي من قبيلة الدينكا، متزوج وله خمسة أبناء.

الدراسة والتكوين

تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدينة رمبيك بالجنوب السوداني قبل أن يلتحق بالخرطوم ليتابع دراسته العليا في كلية الحقوق. حصل على دبلوم الدراسات العليا في جامعة لندن، ودبلوم آخر في فقه القانون الدولي من جامعة إيل بالولايات المتحدة.

الوظائف والمسؤوليات

اتجه للعمل بالمحاماة قبل أن يعمل قاضيا في محكمة العدل الدولية بلاهاي. وكان نائبا لرئيس جمهورية السودان في عهد النميري، كما ترأس المجلس التنفيذي الأعلى لإقليم الجنوب لفترتين. وانتخب عضوا في البرلمان السوداني سنة 1968 بعد أن رشح نفسه عن إحدى دوائر الجنوب.

التجربة السياسية

مثل حكومة الخرطوم في مفاوضاتها مع الجنوبيين، فجلس على طاولة المفاوضات مع زعيم حركة الأنيانيا جوزيف لاغو المتحدث باسم المتمردين في أديس أبابا في فبراير/شباط 1972.وُصف ألير حينها بأنه مفاوض "عنيد"، إذ عارض مطلب الجنوبيين بنظام كونفدرالي وأقنعهم بصيغة الحكم الذاتي، وتوّجت مساعيه بالتوقيع على اتفاقية أديس أبابا التي نتجت عنها هدنة بقيت 11 سنة.

كان جوزيف لاغو زعيم حركة الأنيانيا والمفاوض الرئيسي عن الجنوبيين يرشح -بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا- كليمنت مبورو لرئاسة المجلس التنفيذي لإقليم الجنوب، فعارض ألير الاقتراح على اعتبار أن مبورو مسنّ، وقدم نفسه فعُيِّن في المنصب في أبريل/نيسان 1972.

وبهذا كان ألير أول جنوبي يتولى رئاسة المجلس التنفيذي الأعلى لإقليم الجنوب، واستمر في هذا المنصب حتى فبراير/شباط 1978، حين استطاع خصمه اللدود جوزيف لاغو أن يزيحه ويأخذ مكانه في بادرة وصفت بأنها غير دستورية.

لم تكن رئاسة ألير للمجلس التنفيذي الأعلى لإقليم الجنوب تروق لخصومه من أبناء الجنوب، خاصة جوزيف لاغو المتبرم من سيطرة ألير (نائب الرئيس النميري) وقبيلته الدينكا على جميع أمور الجنوب، فقامت حكومة الخرطوم سنة 1983 بتقسيم الجنوب الذي كان ولاية واحدة إلى ثلاث ولايات (أعالي النيل وبحر الغزال والاستوائية) تلبية لرغبة جوزيف لاغو.

ومع سقوط حكومة جعفر النميري في انقلاب عسكري سنة 1985 ترك ألير العمل السياسي عقدا من الزمن، ولم يذكر له نشاط إلى سنة 1996، إذ خرج عن صمته وعارض رياك مشار وكاربينو كوانين بسبب توقيعهما على اتفاق الخرطوم للسلام مع حكومة البشير، ورأى أن ذلك الاتفاق لا يخدم مصلحة الجنوب.


المراجع

aljazeera.net

التصانيف

سياسيين   العلوم الاجتماعية