من منا لا يحب أن تربح تجارته دون خسارة ؟ هل أخبركم عن تجارة تربحون فيها دائما
؟ تجارة لا تحتاج منكم إلا إلى نية صادقة و خالصة لله عز و جل ؟ إليكم إذن بعضا
من أقوال الحبيب المصطفى ـ عليه و آله الصلاة و السلام ـ لتعرفوا التجارة التي
أعني : " أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، و أحب الأعمال إلى الله عز و
جل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة ، أو يقضي عنه ديْناً ، أو يطرد عنه
جوعا ، و لأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد (النبوي)
شهراً ،..، و من مشى مع أخيـه في حاجة حتى تتهيأ له أثبـت الله قدمـه يـوم
تــزول الأقـــدام ..[ حديث صحـيح ، الألبـاني ـ السلسلة الصحيحة : 906 ] ،....
تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ، و أمرك بالمعروف و نهيك عن المنكر صدقة ، و إرشادك
الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وبصرك الرجل الرديء البصر لك صدقة ، و إماطتك
الحجر و الشوكة و العظم عن الطريق لك صدقة ، و إفراغك من دلوك في دلو أخيك لك
صدقة " ..[ حديث صحيح ، الألباني ـ صحيح الجامع : 2908 ] . هل عرفتم ما لكم من
الأجر و الثواب إن أنتم قمتم بهذه الأعمال الرائـعة ؟ ، إن القلوب قد جبلت على
حب من أحسن إليها ، فلماذا تبخلون على إخوانكم بهذا الإحسـان ؟ و لماذا تحرمون
أنفسكم هذا الأجر العظيم ؟ .
هل يستطيع أحدنا أن يعيش بمعزل عن إخوانه ؟ ألا يحتاج بعضنا البعض ؟ طعامنا و
شرابنــــا و لباسنا ... ، ألا نتعاون جميعــا في هذا كلـه ؟ أليست حياتنا
مشتركة ، أم أن كل واحد منا يعيش على كوكــب لوحده ؟! .
يا إخوة ، إن المرء قليل بنفسه ، كثير بإخوانه ، فلماذا لا يسعى أحدنا في حاجة
أخيه ليقضيها له ، و ليدخل السرور على قلبه ؟ . قال رجل : (( كنت أمشي مع سفيان
بن عيينة ، إذ أتاه سائل فلم يكن معه ما يعطيه ، فبكى ، فقلت : يا أبا محمد ،
ما الذي أبكاك ؟ قال : أي مصيبة أعظم من أن يؤمل فيك رجل خيراً فلا يصيبه )) .
و قال الحسن البصري : (( لأن أقضي حاجة لأخ لي أحب إلي من أن أعتكف سنة )) .
وقال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه - : (( إن الجنة لتساق إلى من سعى لأخيه
المؤمن في قضاء حوائجه ليصلح شأنه على يديه )) . أرأيتم إلى هذا السمو و الرقي
الخلقي ؟!! .
أمر مهم أيضا يجب ألا نغفل عنه ، و هو إصلاح ذات البين ، يقول عليه و آله
الصلاة والسلام : " أفضل الصدقة إصلاح ذات البيــن " ..[ صحيح لغيره ، الألباني
ـ صحيح الترغيب :2817 ] ، لابد أن يسعى كل واحد منا ـ بقدر استطاعته ـ للإصلاح
بين المتخاصمين ، ولا يكتفي بأن يقف موقف المتفرج و كأن الأمر لا يعنيه طالما
أنه ليس طرفا فيه ، فالمؤمنون إخوة ، و هم كالجسد الواحد ، إن اشتكى منهم عضو
تداعى له سائر الأعضاء بالحمى و السهر ، و طوبى لمن جعله الله مفتاح خير و
إصلاح بين الناس ، يقول عليه و آله الصلاة و السلام : " إن من الناس مفاتيح
للخيـــر ، مغاليق للشر ، و إن من الناس مفاتيح للشر ، مغاليق للخير ، فطوبى
لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه ، و ويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه
"..[ حديث حسن ، الألبانـــي ـ صحيح ابن ماجه : 195 ] ، فبهذا تشيع المحبة
والرحمة و السكينــة و المــودة في الأســـر و المجتمعات ، و بهذا يتغير حالنا
الذي نحن عليه الآن ، و نصبح أقوى و أقرب إلى الله تعالى وإلى تحقيق العزة و
النصر ... والحمد لله رب العالمين .
بقلم : لبنى شرف ـ الأردن .
المراجع
saaid.net
التصانيف
قصص أدب العلوم الاجتماعية