قصة النبي عزير
تجدر الإشارة بداية إلى أنّ العلماء قد تعدّدت آراؤهم في شخصية عزير، فمنهم مَن قال إنه نبي من أنبياء بني إسرائيل، وهو أيضا ما أورده ابن كثير في كتابه، ومنهم مَن قال إنه حبرٌ من أحبار اليهود، وقال ابن حيان إنه ليس بنبي،[١] ومنهم من قال هو رجل من الصالحين،[٢] وفيما يأتي بيان ما جاء في قصّته بشيءٍ من التفصيل:
ذكر قصة النبي عزير في القرآن وردت قصة النبي أو الرجل الصالح عزير في القرآن الكريم سورة البقرة، حيث قال تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)،[٣] وقد ورد ذكره في موضع آخر، قال الله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ).
سرد قصة النبي عزير عزير النبي أو الرجل الصالح الذي أماته الله كان من بني إسرائيل، وأعطاه الله من العلم والحفظ الشيء الكثير، وقد كان ذات يوم ماشياً على ظهر حماره، وبعد أن سار فترةً من الزمن مرّ على قريةٍ، ولكن هذه القرية كانت خاويةً لا يوجد أحد فيها، وهنا توقّف وتعجّب وتساءل: هل من الممكن أن يُحْيي الله القرية وهي خاوية على عروشها، إذ قال الله على لسانه: (أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا).[٥][٦] وعندها أماته الله وهو نائم وقبض روحه لمئة عام، ثم بعثه الله مرةً أخرى من جديد، وعندها استيقظ العزير من نومه، فأرسل الله من يسأله، وكان الذي يسأله مَلَكاً من الملائكة على هيئة بشر، فسأله عن المدة التي مكثها نائماً، قال الله تعالى: (قَالَ كَمْ لَبِثْتَ)،[٣] فرد العزير عليه فقال إنه لَبِث نائماً يوماً أو جزء يوم، قال -تعالى-: (قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ).[٣][٦] ولكن الملك رد عليه بأنه قد لَبِث ميتاً مئة عام كاملة، قال تعالى: (قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ)،[٣] وأمره بتأمّل طعامه وشرابه وحماره، وكيف أنّ الله أحيا بقدرته هذه القرية، فكانت قصته عبرة وآية للناس، عندئذٍ عرف عزير أن الله قادر على أن يميته ويحييه ويحيي القرية التي كانت خاوية على عروشها، وخرج إلى القرية فوجدها معمّرة، وبدأ يتجول فيها.[٦] وعندما كان يتجول في القرية قام بالسؤال عن عزير، فقال له الناس: نعم نعرفه، لقد أماته الله منذ مئة عام، وعندها قال لهم أنا عزير قد أحياني الله مرةً أخرى، وبدأ يُعلّم الناس التوراة مرةً أخرى ويجدّدها لهم، فقدّسوه وادّعوا باطلاً أنه ابن الله، قال الله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ)،[٤] وهذا مخالف لديننا الحنيف الذي وصف عزير بأنه رجل صالح أماته الله مئة عام كي يكون آيةً للناس عن قدرة الله -سبحانه وتعالى-.
المراجع
mawdoo3.com
التصانيف
قصص الأنبياء شخصيات إسلامية أنبياء ورسل الدّيانات