لعل مابدا من صحوة المسلمين أخيراً واخيراً جداً، ومحاولة جمع شملهم ولأم الصدع، بل الصدوع التى عاشوا فيها مئات السنين، لعل استغلالهم لقدراتهم وترابطهم على كلمة الله، لعل ذلك كله دليل قاطع على بعيد أثر قدرة الله في معونة من يتجهون إليه ويستعينون به. لقد بدأت قوى الغرب والشرق تهتز وتتفكك تحت ضربات هذه الوحدة المسلمة التى نضرع إلى الله أن تدوم وأن تؤتى ثمرها قريبا وما كل ذلك على الله بعزيز مهما بدا أمام القانطين من صحوة حقيقية لا يظنونها كذلك.فإذا استقر في الأذهان ولا إخاله إلا مستقراً أن الإسلام قائم على عبادة الواحد الأحد، الفرد الصمد، وأنه لهذا المعنى خلق الله الخلق، فاعلم علمنى الله وإياك أن مظهر الإسلام الذى يبدو به المسلم أمام العالم كإسلام حىّ متحرك ماهو إلا فضائل نبيلة وأعمال جليلة وأخلاق سامية وآداب عالية، وعلوم نافعة، لا يسعد في ظلها صاحبها وحده بل يسعد معه فيها كل شئ خلقه الله.
ومن ثم فكل من التزمه عز وساد، وهذا هو الذى يجعلنا ننظر إلى هذه المثل الآدمية الإسلامية الرفيعة الماجدة نظرة الإعزاز والتقدير.أخلص من هذا إلى عبادة الله وحده بكل معانى الوحدانية، كما هو واضح من الآية الكريمة ] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [(1) بما حوت من أدوات الحصر والقصر، هى الشئ الوحيد المطلوب من العباد أداؤه مبنى ومعنى. أما الحضارة والمدينة والرقى والقوة والسيادة والعزة والحرية والكشف والاختراع، أما كل شئ من هذا القبيل مما يعتمل في النفوس، كل هذه الأشياء مقطوع بتحققها إذا ما أحسنت عبادة الله. إن كل شئ مما يتغنى به البشر من المحامد والأمجاد نتائج محققة ومؤكدة إذا صدقنا في عبادة الله، لأن القرآن العظيم الذى يطالبنا بعبادة الله، يبين لنا صفات عابد الله ومن يكون أهلا لهذه العبادة.· فعابد الله صادق مع نفسه غير مضطرب ] أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [ (1)· وعابد الله جلد صبور ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ [ (2)· وعابد الله متدبر مفكر بحاثة ] إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [ (3)· وعابد الله لن يكون أهوج مغامراً ] وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [ (4)· وعابد الله لن يكون منافقاً خداعاً ] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ [ (5)· وعابد الله لا يعتزل الناس منقطعا للعبادة وحدها مرهقا نفسه ] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ [ (6)· وعابد الله عالى النفس غير وضيع ] كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [ (7)· وعابد الله كريم غير بخيل ] وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ [ (8)· وعابد الله ليس بالمستغَل المستعبد المستكين ] فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ [(1)· وعابد الله له سياسة دقيقفة مضبوطة في كل تصرفاته غير متخبط ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [ (2)· وعابد الله لا يقعده تكاسل الغير عن القيام بواجبه ] فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ [ (3)·
وعابد الله يسعى إلى الخير وينصرف عن الشر ] مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا [(4)· وعابد الله واع يقظ ليس بالغافل ولا بالمستهتر ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ [(5)· وعابد الله مقدام يسرع النهظة في الصريخ، يدافع عمن يعرف وعمن لا يعرف ] وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا [ (6)· وعابد الله ليس بوق شائعات، أو مزعزع أمن، أو مشيع فزع واضطراب، يرد الأمر لأهله ]وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا[ (7)·
وعابد الله وفي العهد ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [ (1)· وعابد الله كله ظاهراً وباطنا لله في كل شئ ] قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [ (2)· وعابد الله خير من يعرف أن الإقدام من أقوم وسائل النصر ] قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [(3)· وعابد الله ثبت رزين لا يهاتر ولا يشاتم، بل الحجة والدليل ] وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ [ (4)· وعابد الله لا يلبس المرقعات ولا يعيش على الحشف البالى. يستمتع بمتع الله الحلال والزينة المشروعة ] قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ [ (5)· وعابد الله ليس بالمستخذى ولا بالخسيس ] وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ [ (6)·
وعابد الله كرار جسور لا يعرف الفرار، إذا احمرت الحدق وحمى الوطيس ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [ (7)· وعابد الله يحب العلم ولا يعادى ما جهل ] بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ [ (8)· وعابد الله قائم بواجبه على الوجه الأكمل متقناً لعمله ] لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [ (9)· وعابد الله ثابت لابثنيه الصعاب ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا [ (1)· وعابد الله لا يحب الحرب حباً في سفك التدماء ولكن دفاعاً عن حق ثبت وضوحه ] وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا [ (2)· وعابد الله صادق مع الله والناس ومع نفسه ] وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ [ (3)·
وعابد الله ليس باليؤوس ولكنه يحاول ولا يستكين ] اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [ (4)· وعابد الله مقاتل نافر إلى السلاح إذا وجب القتال حفاظا على الدعوة والحرية والحق ]إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [(5)· وعابد الله لا يتمحك ولا يلتمس المعاذير فراراً من القيام بواجبه ] إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ [ (6)· وعابد الله واسع الأمل لا يتزعزع يقينه في عون الله ] هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ[ (7) · وعابد الله مقر الفضل لصاحبه لا يتنكر لمن أحسن إليه ] وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ [ (8)· وعابد الله معتد بكلمته إذا أعطاها، لايتنكر لها ] الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ [ (9)· وعابد الله وصول للرحم حفاظاً على كيان الأسرة ] وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ[ (1)· وعابد الله عامر القلب بذكر الله لا يطيش حلمه لعارض أو مكروه ] الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ [ (2)· وعابد الله لا يهرف بما لا يعرف، ولايتبع العورات، ولا يتطفل ] وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [ (3)· وعابد الله حسن المطلع لا مختالا ولا متعاليا ] وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا [ (4)·
وعابد الله صديق الحق وعدو الباطل ] وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا[ (5)· وعابد الله حريص على التعلم ولو ممن هو أقل منه شأنا ] قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا [ (6)· وعابد الله الله واضح صريح ] إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ [ (7)· وعابد الله صادق عند اللقاء لا يتذبذب ولا يجعل فتنة الناس كعذاب الله ] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ [ (8)· وعابد الله حليم رزين لا تستخفه الجهالة ولا الجاهلون ] فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ [ (1)· وعابد الله وثيق الصلة بأمته مدعم للروابط ومحكم للأواصر ] وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [ (2)· وعابد الله يعرف للبيوت حرمتها ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [ (3)· وعابد الله حيى عفيف ] وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ [ (4)· وعابد الله يحلم ويلقى الجاهل بالإعراض ] وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا [ (5)· وعابد الله غاية في القصد وحسن إدارة المال ] وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [ (6)· وعابد الله يبغض الزور ويتجنب اللهو ] وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا [ (7)·
وعابد الله حى الضمير مرهف الحس ] يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ [ (8)· وعابد الله ثابت القدم عند اللقاء مهما كانت قوة الخصم ] وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [ (9)· وعابد الله دائم الذكر لا يشغله عن ربه شاغل ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [ (10)· وعابد الله ليس بالمسَّمْجِ الفاقد الذوق الثقيل ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ [ (1)· وعابد الله ليس بالجاهل ] قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [ (2)· وعابد الله ليس بالغبى ] إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [ (3)· وعابد الله واسع الأمل كبير الرجاء في الله ] قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا [ (4)· وعابد الله لين الجانب حسن المعاشرة ] وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [ (5)· وعابد الله كان وضعه أبعد ما يكون عن الغرور ] قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ [ (6)· وعابد الله أوثق ما يكون بوعد الله يملأ قلبه الاطمئنان والسكينة ] أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [ (7)·
وعابد الله وقاف عند الحق لا يجانبه بل يخضع له ويلين ] وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ [ (8)· وعابد الله لا يتسرع في إبداء رأى أو إصدار حكم ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا [ (9)· وعابد الله رسول محبة ووئام لا يثير فتنة ولا خصاما ] إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [ (10)· وعابد الله لا يتعصب للون أو جنس أو قوم او شعب ولا يقول بأفضلية خلق في يوم من الأيام ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [ (1)· وعابد الله مهذب لا يسخر من الناس ولا يستهين بأحد ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ [ (2)· وعابد الله مؤثر مسماح ] وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [ (3)· وعابد الله مخلص لدينه ووطنه لايمالئ أعداءه ولا يِجَنْح ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ [ (4)· وعابد الله لا يتعصب ولا يكره الناس اعتباطاً سلم لمن سالم حرب لمن حارب. ] لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [ (5)· وعابد الله عزيز لن يكون حليف ذلة ولا نضو خنوع ] وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ[ (6)
وهكذا، كل ما يمكن أن يكون مثار كرامة من كل شئ يجعل المؤمن العابد صاحب عقل سرى، وخلق رضى، وعمل قوىّ، وهكذا يعبد الله.ألم يحن الوقت الذى يتأثر المسلمون فيه بتعاليم كتاب الله قولاً وعملاً!؟ حتى متى تظل الغفلة ضاربة على العقول والقلوب!؟ ] أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ [ (7)ومع كل فالأمل في وجه الله عظيم، لأنه هو سبحانه الذى يزرع في نفوسنا حسن الظن به ويذكرنا دائماً بقدرته ] اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا [ (1)وفي الآية الكريمة ما يجعلنا ندرك تماماً أن الله قادر على إحياء القلوب الغافلة بعد طول رقاد، والأخذ بيد الحائرين إلى أهدى سبيل. لننس الماضى البئيس ولنحى بالأمل الواسع ولنبادر بالعمل. فما في التحسر على مامضى من نفع أو جلب خير.وما قد تولي فهو قد فات ذاهباً فهل ينفعنى ليتنى ولعلنيولئن أمضَّنا ما نحن فيه كمسلمين، وهو جد ممض، فما هو بالنهاية المحتومة للمسلمين، لقد هزمنا في مواقع كثيرة دامية، ولكن الهزيمة لايمرر طعمها إلا إذا ارتضيناها وابتلعناها، أما إذا حولنا تغيير وجهها، فإنها لا تعد هزيمة ولكنها صدمة من صدمات الحياة القاسية يمكن التغلب عليها والإفلات منها بإيمان وعزم وتفكير ويقين. والأيام متداولة بين الناس، يوم نساء ويومٌ نسر. ليست الهزيمة أن تفقد مغنما، ولكن الهزيمة أن تفقد خلقا ورجولة ورجاء.ولئن كان من أهم التبعات على المسلمين أن يجلوا لأمتهم الإسلامية حقائق ماضيها المجيدة، لتسلك طرق التربية السليمة المجدية فتنهض من كبوتها المردية، ولئن صح استكمالاً للجهود والفائدة أن نعرف عن غيرنا الكثير، فالأصح والأجدى أن نعرف عن إسلامنا أكثر. فلن يروينا وينقع غلتنا إلا مواردنا الثرة الثجاجة، الحقيقية النفع الباهر النتائج.
المراجع
old.egyptwindow.net
التصانيف
قصص أدب مجتمع الآداب