إن القدرة على تذكر المواقف والمعلومات والأحداث تختلف من شخص إلى آخر ، حتى أنها تختلف في الشخص الواحد حسب المرحلة العمرية والذهنية والصحية والنفسية التي يمر بها ، حتى الإنسان تجده يتذكر أحداث بعينيها بحذافيرها وبكافة تفاصيلها تماماً كما حدثت ، وفي نفس الوقت تجده لا يتذكر أحداثاً برمتها حصلت معه في نفس الوقت والزمن الذي حدثت في الأحداث الأخرى التي يتذكرها ، فما السبب وراء ذلك ؟ فلو كنا أمام إنسان لا يتذكر شيئاً من الأحداث لقلت دائرة التساؤل وقلنا أنه إما يعاني من فقدان ذاكرةً كليٍ أو مؤقت أو أنه يعاني من ضعف في الذاكرة في أفضل الأحوال ، ولكن أن يتذكر شيئاً برمته وبكافة تفاصيله وينسى آخر في نفس الوقت فهذا هو المحير في حقيقة الأمر،
فما سبب ذلك إذن ؟ هل هو حالة عقلية أو عصبية ؟ بالتأكيد لا ، فتذكره الكامل لبعض الأحداث ينفي أنه يعاني من خلل ما في الدماغ ، فما السبب إذن ؟ بإعتقادي أن للحالة النفسية دورٌ هامٌ إن لم يكن كل الدور وراء ذلك ، فإن عاشق الرياضة من السهل عليه أن يتذكر أحداث وتفاصيل مباراة في كرة القدم و ينسى موضوع خطبة الجمعة التي حدثت في نفس اليوم ، نستنتج أن الإنسان في هذه الحالة يتذكر ما يهتم به ، ولكن يصدف أن هذا الإنسان يمر في نقاش حاد مع أقرب الناس إليه وأحبهم على قلبه وتجده ينسى سبب المشكلة وينسى ما تفوه به من عبارات ، وهذا يدعو فعلاً للحيرة ، فهل هو ينسى أم يتناسى ، وتسأله : أحقاً لا تتذكر ؟ ويجيبك صادقاً أنه لا يتذكر فعلاً ، فهل قام العقل الباطن عنده بمحو كل ما مؤلم لديه دون إرادة منه ؟ إن علم النفس لديه العديد من الإجابات المتخصصة في كل ما تطرقنا إليه أعلاه ،
كتب المفكر عبدالله الكسواني ذات مرة : ذاكرتي مثل حديقة الحيوانات ، فتارةً متوقدةً وثابةً كالأسد ، وتارةً كسولةً كالدب القطبي ، وتارةً بطيئةً مثل السلحفاة وتارةً أخرى أسرع من الفهد ، أحياناً أستطيع إختيار شكل الحيوان الذي ستكون عليه ، وأحياناً لا يكون لي حيلةٌ من أمري في ماهية الحيوان التي هي عليه " ، ونعتقد أن هذا المفكر الشاب لم يتحدث عن ذاكرته فقط بل هو وصف ذاكرة معظمنا كما هي عليه في واقع الحال ،
ولكن هناك أساليب وطرق حديثة وضعها المتخصصون للعمل على تقوية الذاكرة كالتالي :
- أولاً - التمرين الأول: الكتابة باليد الأخرى المخالفة لليد التي تستخدمها في الكتابة ، فلو كنت أعسراً فإكتب بيمينك ولو كنت تكتب باليمين فإكتب بشمالك ، والهدف من هذا التمرين هو تكثيف الروابط العصبية ، و فائدته تكمن أنه سيعمل روابط جديدة للخلايا العصبية والتي من شأنها زيادة الذكاء وسرعة البديهة والتي تجعل من تحركات المعلومات في الدماغ بدورها سريعةً لا تتأخر.
- ثانياً - التمرين الثاني: الكتابة بنفس اليد وذلك لزيادة الروابط كأن تقوم بكتابة إسمك ولكن من جهة اليسار إلى جهة اليمين ولكن بطريقة معكوسة ، أو أن تكتب بالمقلوب .
- ثالثاً- التمرين الثالث: القيام بالقراءة ولكن بطريقة غير مألوفة كأن تقوم بقراءة كتاب وهو مقلوب.
ستجد أن هذه التمارين ستزيد من معدل الذكاء لديك والذي بدوره سوف يعمل على تنشيط وتقوية وزيادة حجم ومفعول الذاكرة لديك ، جرب فالتمارين فيها متعة ولن تخسر شيئاً إذا ما جربت .
المراجع
manawal.blogspot.com
التصانيف
مهارات الحياة العلوم الاجتماعية علم النّفس