ديميتري مندلييف
ولد مندلييف في بلدة توبولسك الصغيرة في سيبيريا لإيفان بافلوفيتش مندلييف، مدرس في صالة ألعاب رياضية محلية، وماريا دميتريفنا كورنيليفا. أصيب والد مندلييف بالعمى في نفس السنة الذي وُلد فيه وتوفي سنة 1847. ولدعم العائلة، أدارت والدته مصنع زجاج صغير تملكه عائلتها في بلدة مجاورة. لكن المصنع احترق في ديسمبر 1848. وبعد ذلك، رحلت والدته مع ابنها إلى سان بطرسبرغ، حيث التحق بالمعهد التربوي الرئيسي، وتوفيت بعد مدة وجيزة.
تخرج مندلييف سنة 1855 ونال على أول وظيفة له فعمل مدرساً في سيمفيروبول في شبه جزيرة القرم. بقي هناك شهرين فقط، وبعد وقت قصير من عمله في مدينة أوديسا، قرر العودة إلى سانت بطرسبرغ لمواصلة تعليمه.
نال على درجة الماجستير سنة 1856 وبدأ في إجراء بحوث في الكيمياء العضوية. وبتمويل من منحة حكومية، ذهب للدراسة في الخارج لمدة عامين في جامعة هايدلبرغ في ألمانيا. وبدلاً من العمل عن كثب مع الكيميائيين البارزين في الجامعة، بما في ذلك روبرت بونسن، وإميل إرلنماير، وأغسطس كيكولي، بنا مختبراً في شقته الخاصة.
وفي أيلول سنة 1860، حضر المؤتمر الدولي للكيمياء في كارلسروه، الهادف لمناقشة قضايا مهمةٍ في الكيمياء مثل الأوزان الذرية والرموز الكيميائية، والصيغ الكيميائية. التقى هناك وتواصل مع العديد من الكيميائيين الكبار في أوروبا.
الإنجازات
في سنة 1861، عاد مندلييف إلى سان بطرسبرغ، حيث نال على الأستاذية من المعهد التكنولوجي سنة 1864. فبعد تقديمه أطروحته في الدكتوراه سنة 1865، عُين بروفسوراً للتكنولوجيا الكيميائية في جامعة سان بطرسبرغ. كما أصبح بروفسوراً في الكيمياء العامة سنة 1867 وواصل عمله حتى سنة 1890.
مع بدأه تدريس الكيمياء غير العضوية، لم يتمكن مندلييف من العثور على كتبٍ دراسية تلبي احتياجاته. وبما أنه نشر كتاباً عن الكيمياء العضوية سنة 1861 والذي أكسبه جائزة ديميدوف المرموقة، فقد بدأ بتأليف كتابٍ آخر.
وكانت النتيجة هي كتاب Osnovy khimii (مبادئ الكيمياء)، والذي أصبح كتاباً كلاسيكياً، حيث صدرت منه العديد من النسخ وتُرجم لعدة لغات. عندما بدأ مندلييف بتأليف الفصل الخاص بعناصر الهالوجينات في نهاية المجلد الأول، قام بمقارنة خصائص هذه المجموعة مع عناصر مجموعة الفلزات القلوية.وضمن هاتين المجموعتين من العناصر المختلفة، اكتشف أوجه تشابه في تعاقب الأوزان الذرية، وتساءل عما إذا كانت مجموعات أخرى من العناصر تظهر خصائص مماثلة.
وبعد دراسته العناصر القلوية الترابية، توصل مندلييف إلى أنّ ترتيب الأوزان الذرية يمكن أن يستخدم ليس فقط في ترتيب العناصر داخل كل مجموعة، بل لترتيب المجموعات نفسها أيضاً. وهكذا، فقد اكتشف مندلييف القانون الدوري.
أعلن عن قانون مندلييف المُكتشف حديثاً أمام الجمعية الكيميائية الروسية في مارس 1869 مع بيان يحمل اسم "ترتيب العناصر وفقاً للأوزان الذرية الخاصة بها، ويكشف عن دوريةً في خصائصها".
سمح القانون الدوري لمندلييف بوضع جدول منظم لجميع العناصر الـ 70 المعروفة آنذاك. كان لدى مندلييف إيمانٌ كبير في صحة القانون الدوري لدرجة أنه اقترح إجراء تغييرات على القيم المقبولة للأوزان الذرية لبعض العناصر، كما تنبأ بمواقع العناصر غير المعروف في الجدول الدوري جنباً إلى جنب مع خصائصها.في بداية الأمر، لم يُثر النظام الدوري اهتماماً كبيراً بين الكيميائيين. ومع ذلك، ومع اكتشاف العناصر التي تنبأ بها مندلييف، ولاسيما الغاليوم في سنة 1875، والسكانديوم في سنة 1879، والجرمانيوم في سنة 1886، بدأ النظام بكسب قبولٍ واسعٍ بين العلماء.
وتدريجياً، أصبح القانون والجدول الدوري جزئيين مهمين في النظرية الكيميائية. ونتيجةً لذلك، كسب مندلييف اعتراف دولياً ونال على جوائز عديدةٍ من عدة دول.
بالإضافة إلى عمله النظري في الكيمياء، كان مندلييف معروفاً بدراساته العلمية العملية، في كثير من الأحيان لصالح الاقتصاد الوطني.
فقد شارك في البحوث المتعلقة بإنتاج النفط الروسي وصناعة الفحم والأساليب الزراعية المتقدمة، كما عمل مستشاراً حكومياً لمسائل تتراوح بين أنواع جديدة من البارود والرسوم الجمركية الوطنية.ب
قي مندلييف مشغولاً بالأنشطة العلمية بعد أن ترك منصبه التعليمي سنة 1890.
فقد ساهم في كتابة العديد من المقالات في موسوعة Brockhaus Encyclopedia، وفي سنة 1893، عُين مديراً للمجلس المركزي الروسي الجديد للأوزان والمقاييس. كما أشرف على عدة طبعات من كتاب مبادئ الكيمياء الذي ألفه.
المراجع
arageek.com
التصانيف
علماء ومخترعين أجانب العلوم الاجتماعية الكيمياء