جوزيف لويس لاغرانج، في 25 كانون الثاني 1736، عالم إيطالي فرنسي قدم الكثير من المساهمات في الرياضيات والفيزياء، ويعتبر أحد أعظم علماء الرياضيات في القرن السابع عشر. أهم عمل له، كتاب الميكانيكا التحليلية Mécanique Analytique، عمل فيه على تحرير علم الميكانيكا من الهندسة عن طريق التعبير عن قوانين الحركة في شكل يمكن التلاعب به جبرياً دون اللجوء إلى الرسوم البيانية.
 
كما ينسب إليه الفضل في اختراع حساب المتغيرات بالتفاضل والتكامل، والذي أدى به إلى بعض أهم الاكتشافات الرياضية له. حصل على العديد من الجوائز لمساهماته العلمية، منها جائزة الأكاديمية الفرنسية للعلوم عدة مرات. توفي 10 أبريل، 1813 ودفن في مقبرة العظماء في باريس.

الإنجازات

في سنة 1756، انتخب كعضوٍ في أكاديمية برلين. وفي 1757، ساهم لاغرانج في تأسيس الأكاديمية الملكية للعلوم في تورينو. أحد أهم الأدوار الرئيسية لهذه الجمعية هي نشر المجلات العلمية. وقد ساهم لاغرانج بشكلٍ كبيرٍ في أول ثلاثة مجلدات نشرت من قبل الأكاديمية، حيث غطت أوراقه العلمية مجموعة متنوعة من المواضيع.

كما نشر نتائجه الجميلة في حساب المتغيرات، ونشر عملاً قصيراً في حساب الاحتمالات بالتفاضل والتكامل، وأجرى دراسة هامةً عن انتشار الأصوات، مما أسهم إسهاماً هاماً في نظرية السلاسل المهتزة.

وفي أوراقٍ نشرها في المجلد الثالث، درس لاغرانج تكامل المعادلات التفاضلية ووسع تلك المفاهيم لتطبيقات مختلفة مثل ميكانيكا الموائع، حيث قدم الاقتران اللاغرانجي.

كما تضمن المجلد طرقاً لحل نظم المعادلات التفاضلية الخطية باستخدام التعويض الخطي وذلك لأول مرة. وبالإضافة لذلك، طبق أساليبه في دراسة مداري كوكب المشتري وزحل.

في 1766، قبل لاغرانج منصب أويلر في أكاديمية برلين عندما غادر إلى سان بطرسبرج؛ وقد استقبال بحرارة من قبل معظم أعضاء الأكاديمية، وسرعان ما أصبح صديقًا مقربًا لعالم الرياضيات السويسري يوهان لامبرت.

على مدى 20 عاماً، عمل لاغرانج في برلين، ناشراً المزيد من الأوراق العلمية عالية الجودة كما فاز عدة مرات بالجائزة أكاديمية العلوم في باريس، حيث شارك الجائزة مع أويلر سنة 1772 فيما يتعلق بمعضلة الأجسام الثلاث، وفاز بالجائزة مرةً أخرى سنة 1774، لمساهماته في دراسة التذبذب الظاهري للقمر، وفاز بنفس الجائزة مرةً أخرى سنة 1780 في ما يتعلق باضطرابات مدارات المذنبات بفعل جاذبية الكواكب.

تضمن عمله في برلين العديد من المواضيع: علم الفلك، استقرار النظام الشمسي، الميكانيكا، الديناميكا، ميكانيكا الموائع، الاحتمالات، وأسس حساب التفاضل والتكامل.

كما عمل على نظرية العدد، حيث أثبت في سنة 1770 أن كل عدد صحيح موجب يساوي مجموع أربعة أعداد مربعة.

في سنة 1770، قدم عملاً هاماً أجرى فيه تحقيقاً أساسياً في إمكانية حل معادلات من الدرجة الرابعة وأقل باستخدام الجذور، وفي 1771، أثبت نظرية ويلسون.

كما نشر ورقةً تُعتبر الأولى من نوعهاً في الإشارة إلى جذور المعادلات ككميات مجردة بدلاً من أن يكون لها قيم رقمية. وبالإضافة لذلك، درس لاغرانج تبادلي الجذور، وعلى الرغم من أنه لم يؤلف التباديل في الورقة، يمكن اعتبارها الخطورة الأولى في تطوير نظرية المجموعات التي طُورت من قبل روفيني، غالويس وكوشي.

وبعد وفاة زوجته سنة 1787. غادر لاغرانج برلين ليصبح عضواً في أكاديمية العلوم في باريس، حيث بقي لبقية حياته المهنية. نجا لاغرانج من الثورة الفرنسية في حين لم يفعل آخرون.

وعلى الرغم من أنّ لاغرانج قد قدم مساهمات كبيرة في علم الميكانيكا، إلا أنه لم ينتج عملاً شاملًا. وقد قرر أن يكتب عملا نهائياً يتضمن مساهماته، حيث لخص في كتاب الميكانيكا التحليلية Mécanique analytique جميع الأعمال التي قيم بها في مجال الميكانيكا منذ زمن نيوتن، وقد تميز باستخدامه المعادلات التفاضلية، وبذلك فقد حول لاغرانج علم الميكانيكا إلى فرعٍ من فروع التحليل الرياضي,وفي مايو 1790، أصبح لاغرانج عضواً في لجنة أكاديمي العلوم لتوحيد الأوزان والقياسات. حيث عملوا على تطوير النظام المتري، وفي سنة 1794، تأسست مدرسة الفنون التطبيقية The Ecole Polytechnique، وكان لاغرانج أول أستاذ تحليل فيها.

وبعد عام، تأسست مدرسة المعلمين Ecole Normale بهدف تدريب معلمي المدارس، وهناك درس لاغرانج دورات في الرياضيات الابتدائية. ومع ذلك، لم يكن محاضرا جيداً وفقًا لسنة الرياضيات الفرنسي جوزيف فورييه.

وقد نشر لاغرانج مجلدين اثنين حول محاضراته في حساب التفاضل والتكامل. وفي سنة 1797، نشر أول نظرية عن الاقترانات بمتغير حقيقي من خلال كتاب نظرية الدوال التحليلية Théorie des fonctions analytique، على الرغم من أنه فشل في إبداء ما يكفي من الاهتمام بمسألة التقارب.


المراجع

arageek.com

التصانيف

علماء ومخترعين أجانب   العلوم الاجتماعية   الفلك