جونثان آيف مصمم شركة أبل

بعد تخرجه من نيوكاسل، حصل على أول جهاز أي ماك .. لكنه بالتأكيد لم يعرف أنه بعد عقدين من الزمن سيكون
هو من سيقدمه من جديد .. انه مصمم (الأيبود، الأيماك، الماك بوك، الايفون، والأيباد).
وكما سيوف الساموراي، خفيفة، مصقولة، وحادة وذات حرفية عالية بالصنع إنها رؤية “جوني إيف”
عبقري التصميم في شركة أبل
هو كذلك يسعى لإنتاج مواد جديدة ويبحث عن أحدث الطرق والمبتكرين لإنتاج أنحف الحواسيب بالعالم لدرجة تجعله يسافر في رحلة تستمر 14 ساعة لعقد اجتماع مع أحد الصانعين اليابانيين في كاثانا.

بعد تجاربي السابقة بالحصول على منتجات شركة أبــل، جلست أســـأل نفسي مالذي جعلني أدفع كـل هذا المبلغ على جــهاز لــوحي أو هاتف نقال أو حاسب صغير توفره أي شركة أخرى بنصف الثمن، ومـالذي جعلني انتظر منتجاتهم بــاليوم حـتى يبدأ بيعهم بأسواقنا ومن ثم عندما أحصل على أحده وأفتح المغلف ..
أجده مرفقاً فقط بكتيب بحجم الكف مؤلف من صفحتين ولصاقتين لشعار الشركة ووصلة تزامن وشحن !!؟

هل استحق الأمر هذا العناء والتعب، وذاك الإخلاص للشركة التي أشتري منها منتج لأول مرة ثم أكررها من جديد. أم أن ذاك الضخ الإعلامي والتسويق العبقري، هما ماجعلني كالأعمى أخوض مع الخائضين.
ونفس السيناريو دائماً .. كلما أحصل على منتج من منتجات شركة أبل .. أبدأ بتفحصه جيداً، وأمسك به من كل الجوانب، أقلبه يميناً ويساراً .. أحاول أن أدقق بكل تفصيل صغير فيه، وكل إنعكاس من إنعكاسات زواياه .. ثم أقوم بتشغيله،
كنت دائماً أشعر بتلك الرهبة وذاك الإحساس المندفع خلف طوابير المشترين، تمر علي كل لحظة قرأت فيها تقريراً عن أحده، وكل حرف إنساب من كل جملة ذكرت فيها عبارة أبل .. نعم لقد إستحق ذاك العناء والإخلاص، بل وأني لم أشاء تركه من يدي، كان يكفيني إنسيابية حوافه ودرجته اللونيه وشعار العراقة المحفور على ظهره فعلاً لم يكن ضخ إعلامياً بل كانت مجموعة إبتسامات متفرقة عبر عنها كل شخص بطريقته. ولم إخض مع الخائضين بل أعطيت نفسي فرصة تجربة شيئ مختلف تماماً، شيئ إستحق أن أقدر جهد كل شخص كان وراء خروجه للواقع، جهد كل عامل مر هذا الشيئ من أمامه، وثمرة عمر ذاك الشخص الذي أضاعه حتى يرى منتجاته تدخل كل منزل وتحقق شهرة تعوضه عن تعبه وسنين عمره التي قضها بأحلام إستطاع تحويلها لواقع،
بل إلى طريقة وأسلوب ونموذج لكل شخص أمسك بيده منتج من منتجات شركته.

مالذي سأقدمه هنا

المصمم جوني ايف

لن أتكلم عن قصة نجاح شركة أبل، ولن أتكلم عن ستيف جوبز أو على الأقل حالياً، ماسأتكلم عنه هو مصمم منتجات شركة أبل الرائعة ( أيبود، أيماك، ماك بوك، ايفون، أيباد) نعم لايعمل عليها لوحده، بل يملك فريق من العباقرة والمميزين، لكنه هو مصمم تلك المنتجات الحقيقي وصاحب أفكارها ومخرجها من الورق إلى الواقع.
هذه التدوينة مضى على تجهيزها قرابة الأربعة أشهر .. نعم ! فقد بحثت في كل صغيرة وكبيرة على الإنترنت تتعلق بـ “جوني ايف” وكل شيئ كان هو فيه، وكل تدوينة تحدثت عنه وبدأت العمل على تلخيص كل مايتعلق به، قمت أيضاً بتخطي أغلب فصول “كتاب ستيف جوبز الرسمي” حتى أصل للفصل الذي يتحدث عن جوني أيف واستديو شركة أبل لأترجمهم وأجمعهم معاً واقدمهم هنا ..

هل تجد كل هذا يستحق القراءة، ان كان كذلك أكمل معنا ..

جوناثان بول آيف

المصمم الصناعي جوني ايف

مصمم بريطاني وهو نائب رئيس التصميم الصناعي في شركة أبل، ولد في شهر فبراير من سنة ١٩٦٧ في إنجلترا، الولايات المتحدة، تزوج من هيذر بيج في عام 1987 والتي إلتقاها عندما كان يبحث عن درجته في مادة التصميم الصناعي في جامعة نورثمبريا، لديهم توأمين ويسكنان في منطقة “توين بيكس” في “سان فرانسيسكو”. كما يفضل تسميته بـ “جوني”.
درس الفن والتصميم في جامعة نيوكاسل (Newcastle) في إنجلترا، سلوكه هادئ يترك زوجته وأولاده التوأم في منزلهم بسان فرانسيكو ويذهب مسافة قصيرة بالسيارة لمكان عمله في أبل “ببنتلي بروكلاندز”

ان خبرة والده أثرت بشكل كبير عليه، حيث كان رسام فني وذو مهارة مبهرة وكان معلم في “ستانفورد”

عندما انتهي ايف من سنوات دراسته في دورة التصميم الصناعي في نيوكاسل حصل على أول جهاز ماكنتوش
لكنه بالتأكيد لم يكن يعرف أنه بعد عقدين من الزمن سيكون في شركة أبل وهو من سيعيد تصميم هذا الجهاز.

نادراً ما يتحدث لوسائل الإعلام ولا يملك حساب تويتر حتى، ولا يسمح لا أحد .. حتى كبراء شركة أبل من الدخول لمختبره، تلك سياسته وسياسة شركة أبل،
كما يقتصر حديث أيف عن مواضيع التصميم في المناسبات النادرة فقط

“إن غرور جوني يتناغم بشكل كامل مع الحمض النووي لشركة أبل”
يعملون بدموية لأسابيع وأشهر .. يعملون بسرية .. ويثقون بما ينتجون

الى أبل ..

جوني ايف في شركة أبل

في عام 1989 انضم كشريك في شركة تانجارين (Tangerine) جاء ذالك بعد تقديمه تصاميم فريده لشركة تجهيزات الحمامات في نيوكاسل وبعد تقديمه عرض رائع للشركة، حينها تعامل مع منتجات متنوعة ما بين الأدوات الكهربائية إلى أحواض الغسيل، كانت شركة أبل حينها عميلة لشركة Tangerine التي كان يعمل فيها .. كان يقدم أيضاً مجموعة من استشارات التصميم لبعض الشركات الأخرى المختلفة.
الأمر الذي لفت انتباه شركة أبل لهذا الشخص

وفي أحد الأيام طلب أحد مسؤولي شركة أبل من جوني الخروج قليلاً للتكلم تحت أشعة الشمس ..
“رغم أن الجو لم يكن مشمساً”لكن عند عودة جوني والابتسامة على وجهه عرف الجميع أنه تلقى طلباً بالعمل،
نعم كان هذا الطلب من شركة أبل عام 1992،

كانت أبل في تلك الفترة تعاني الكثير من المشكلات مع مايكروسوفت وغيرها كمشاكل براءات الاختراع
وبعض الأمور الأخرى المتعلقة بالجانب الفني لمنتجاتهم.

لكن لم تكن الصورة كما كان يتوقعها جوني في شركة أبل حيث كانت حياته المهنية فيها مشؤومة نسببياً،
حيث بدأ العمل في طابق سفلي في الشركة ولم يكن أحد ينظر له ولالعمله وعلى مدار السنوات الثلاث الأولى كانت سنواته باأسة جداً

منذ عودة ستيف جوبز لشركة أبل عام 1997 تغيرت حياة جوني المهنية تماماً، كان ستيف يبحث عن المبدعين لتطبيق فكرة غريبة برأسه، وتلك الفكرة كانت :

جهاز الأيماك الأول

أخبره سيتف جوبز في آواخر التسعينات بأنه يريد العمل على آيماك جديد بمفهوم مختلف تماماً عن باقي أجهزة الحاسب الشخصي .. كان يريده أكثر حيوية وجاذبية
وهنا كانت فرصة جوني للكشف عن موهبته وابداعه، ومن أفضل من ستيف جوبز ليحتضن تلك الموهبة. وليثبت جوني بدوره لستيف ولشركة أبل أن الوقت قد حان ليظهر هو على السطح ويطوي أيامه التعيسة في صفحات الماضي .. وهو تحديداً الأمر الذي جعل جوني يمضي الساعات الطوال في معامل الحلوى للحصول على روح الالهام النابعة منها.
كان ستيف يريد أن يخبر العالم بأن الايماك ليس جهاز للعمل فقط، بل جهاز للترفيه أيضاً .. وهي الرسالة التي فهمها وتبناها جوني طبعاً وبكل تأكيد لاننكر أن فكر ستيف ونظرته الخاصة للمستقبل زرعت تلك البذرة الإبداعية بروح جوني .. لكن لجوني الفضل بتحويل تلك الأفكار الى حقائق ابداعية راسخة مرتبطة بشركة أبل وأسمها العريق الذي نتفق عليه اليوم.

قضى آيف وفريقه وقت لايمكن لأحد أن يتخيله بين البحث، والرسم، والتنقيب، والتجريب، وطريقة إستخدام الألوان عند تصميم جهاز الأيماك الجديد بشكل متناسق ومتناسب مع طبيعة أجهزة الحاسب آنذاك.

فمثلاً أمضى آيف شهراً كاملاً من العمل المتواصل من أجل وقوف الايماك على سطح المكتب،
وطريقة توضعه الفريدة من نوعها.

وفي مايو 1998 أدخلت شركة أبل أيماك g3  للأسواق، كان الأمر مختلفاً بشكل كبير عما تعود عليه الناس في تلك الحقبة من أجهزة الحاسب حيث كانت قاتمة اللون والمميتة الشكل .. بينما كان الآيماك على شكل بيضة شفافة، وأضف إلى ذلك كل تلك القطع التي كانت في جهاز واحد كانت جميلة بحق، وهنا بدأت ثورة شركة أبل .. لكن وعلى الجانب الآخر ورغم إبداع آيف وستيف فيه واجهوا صعوبة بتقبل المستخدمين لشكله ولتقنيات “USB” الحديثة انذاك التي سببت بعض المشاكل والأراء المتضاربه بين مؤيد ومعارض، وعلى الرغم من بعض الأخطاء في الأيماك الأول وبعض المشاكل التي جعلته يتوقف عن البيع لفترة .. إلا أنه يخبرنا أنه حان الوقت لتوديع المشاكل ومحاولة الوصل للإتقان والإحتراف وهز العالم من جديد وتطبيق فكرة ليست غريبة من نوعها فحسب بل ثورية .. انها :

جهاز الأيبود الأول

عندما طرح الأيبود في 2001 اختلفت بعض الأمور وأظهروا لعملاء الأيبود بأنهم يفكرون بطريقة مختلفة، ويفهمون تماماً معنى البساطة في تجربة الموسيقا، فحتى الأيبود الأول كان إبداع في عالم الهندسة، لم يكن يحوي سوى مقبس لسماعات الاذن ومنفذ للشحن وإدخال البيانات، فحتى الأرقام التسلسلية كانت محفورة على كل قطعة حتى يتجنبوا تلك اللصاقات القبيحة.

ولاننسى أيضاً سماعات الأذن ذات اللون الأبيض والتي كان من النادر .. بل من المعدوم أن تشاهد سمعات ذات لون أبيض.
ويخبرنا جوني أنه عندما كان يعمل على سماعات أبل البيضاء، قابل عدد من الأشخاص وسألهم عن رأيهم في لون السمعات، كان الجميع يستثني اللون الأبيض ويظنه أمراً تافهاً أن تكون السمعات بهذا اللون الغريب،

أيضاً كانت العجلة الموجودة فيه تجعلك تظن أنه سماعة استريو .. وهي نفسها الملاحظة التي سمعها آلاف المرات، لم تكن مشغلات الوسائط في ذلك الحين بتلك المساحة التخزينية، أو سهولة الإستخدام، وكانت العجلة كما يقول هي الشيئ الأساسي المبتكر فيها .. والذي يجعلها سهلة الإستخدام، مميزة الشكل، لتألفها وتعشقها فيما بعد.

حان الوقت للإبتعاد قليلاً عن شركة أبل والتحدث عن جوني أكثر ولنبدأ بـ :

مفاتيح نجاح جوني آيف

المصمم جونثان ايف

المفتاح الأول: إنه يحب أن يجعل الأشياء كاملة – متقنة – وغاية بالإبداع والتوازن والرقي.

المفتاح الثاني: نقطة هامة يركز عليها وهي “التفاعل بين التصميم والصنع” فمثلاً الماك بوك برو المصنوع من قطعة واحدة من الأمينيوم وهي نقطة ايجابية للتصميم والعمل بوقت واحد.

المفتاح الأخير  : وهو التنسيق والتفاعل بين المصمم، وصاحب الشركة، وهو ماحصل عليه آيف
فمن أفضل من ستيف جوبز بذلك

مالذي يلهم جوني ايف

الطبيعــة: هناك العديد من المنتجات التي استمد إلهامها من الطبيعة، منها “الماجيك ماوس” حيث اسمتد وحيها
من قطرات الماء .. نفس الأمر مع جهاز الأيماك g3 والذي استمد الهامه من زهرة عباد الشمس.

والعسـل: حيث أثر على العديد من تصاميمه كما يقول، وقاده لانشاء تصاميم من الألمينيوم والبلاستيك

الموسيقا: يجب الموسيقا، تلهمه، وتسيطر على أحاسيسه حتى في أصعب أوقات العمل.

ومـاحوله:  يقول جوني ايف أنه يأخذ ويشتري الأشياء دون أن ينظر داخلها، يتفحص شكلها الخارجي،
ويدقق في كل تفصيل صغير بها.

Dieter Rams في حياة جوني 

المصمم الصناعي لشركة براون

معلومة لايعرفها العديدين أن جوني ايف يستمد إلهامه من مصمم آخر عبقري هو Dieter Rams طبعاً ديتر هو الرجل الذي يقف خلف تصاميم براون والذي قدم أهم التصاميم من الراديو إلى العصارات،

يتحدث آيف عن ديتر قائلاً:
أسطح تصاميمه جريئة، نقية، إنسيابية، ومتماسكة، وتشعر بالجهد الذي بذله فيها، ويقول أن ديتر رامس وفريقه غيرو العديد من المعاني في تلك الحقبة، وفعلوا أشياء تستحق الإقتداء بها .. حتى تعطى على الأقل جزء بسيط من حقها.

يقول ديتر عن أبل: مصمم شركة براونإن شركة أبل واحدة من العلامات الفريدة التي تستحق كلمة تصميم على منتجاتها ولقد لاحظت أن التصاميم الجيدة والجريئة لاتظهر إلا إذا كانت هناك علاقة قوية بين المصمم ورجل الأعمال المسؤول او صاحب الشركة وهي حالة شركة أبل بين ستيف وجوني

أنا أبهر دائماً عندما أرى منتجات شركة أبل والنتائج التي تحققها واستخدامها لقوة منتجاتها لإقناع الناس على الوقوف في طوابير للشراء منها.


المراجع

iamlancer.com

التصانيف

تصميم   الفنون   العلوم الاجتماعية