نلاحظ عادة تجعّد اصابع الايدي و الاقدام بعد وضعها في الماء لمدةٍ طويلة. فما هو سبب ذلك؟في الحقيقة، هناك أكثر من نظرية لتفسير ذلك.

النظرية الأولى تتحدث عن "الدهن القلفي"، وهو زيت طبيعي يغطي البشرة ويحفظ نعومة الجلد عن طريق حبس الرطوبة ومنع خروج السوائل منه. وإذا أبقينا أطرافنا لفترة طويلة في الماء، فإنه يتم غسل الدهن وإزالته، فيتجعد الجلد. وبمجرد ابتعادنا عن الماء بعض الوقت، يفرز الدهن من جديد ويعود الجلد الى حالته الطبيعية.

أما النظرية الثانية، فتعزو سبب تجعّد الأطراف الى امتصاص الطبقة العليا من الجلد، التي تدعى الطبقة القرنية، للماء. فتصبح التجاعيد في هذه الحالة مواضع مرتفعة من الجلد انتفخت بعد امتصاصها للماء.

والطبقة القرنية هي الطبقة الخارجية من الجلد، المتكونة من طبقات من الخلايا الميتة التي لا توجد فيها انوية. وهذه الخلايا تحتوي على الكيريتن، وهي بروتين يمنع تبخر الماء من الجلد فيساعد على ان يبقى الجلد رطبًا. وتستطيع الخلايا ان تمتص الماء أيضًا فتبقي الجلد رطبًا. ولهذا نرى الجلد يكرمش على اصابع القدم واليد حين تبقى لفترة طويلة في الماء، وذلك لأنّ الماء يدخل الى الخلايا الجلدية بسبب الضغط الأوزموزي فيكبر حجم الخلية، وهذا يعني أن الشعاع الكروي للخلية يكبر وبالتالي تزداد مساحة سطح الخلية، فتزداد ساحة سطح البشرة فتتجعد.

هذه الطبقة تكون أثخن في الأماكن التي تتعرض للاستعمال والتلف مثل اليد والقدم. بشكل عام توجد 15-20 طبقة من الخلايا في هذه الطبقة.

وتربط نظرية أخرى الأمر بالأعصاب، مشيرةً الى أنّ التجاعيد هي رد فعل لا إرادي للجهاز العصبي، وأنّ تأثير الماء على الجلد لا يحدث إذا ما كان هناك تلف في أعصاب الأصابع.وتعتبر هذه النظرية أنّ ظهور التجاعيد سببه تشنج الأوعية الدموية تحت الجلد، وأنّ هذا التجعّد يساعد على إحكام القبضة حين تكون أيادينا مبللة، وكذلك الأمر بالنسبة للقدمين، فإنّ التجاعيد تساعد على تثبيث مواقع أقدامنا على الأرض المبللة. 


المراجع

shasha.ps

التصانيف

حقائق علمية   العلوم البحتة   الإنسان