يا سيدي يا رسول الله :بـادئ الأمر أستميحك عذراكـم صرفتُ البيانَ عنك لِئلاو تولّى عنّي و جاءك يسعىكـلّـمـا نابني من البعد ليلٌ لأغـنّي هواكَ نثراً و شعرايتلظّى و كم عصى لي أمرا ؟فـأتـانـي و قد توقّد جمراجئتُ أسعى إليكَ أطلبُ فجراأجل ، يحتويني الظلام ، فأعمد إلى نافذة الشوق ، أفتحها بالصلاة عليك ، و أستقبل خيوطَ نوركَ بسلام ،و أغيب عن ذاتي إليك ، فأجد السلوى تغمر القلب الحزين .علّقتُ قلبي بخيط الفجــر فانبعثت سجّادة الوصل في الصّحراء بستانايا صاحب الوجد كم داريتَ زفرتَهُ؟ هل تستطيعُ لهذا الحبِّ كِتمانـا ؟عندما أشدو بذكرك ، أشعر و كأنّني أحاورُ الرّحيقَ في أكمام الورود ، و النّسيمَ المنسابَ في الجوّ ، و الماء المترقرق في الغدير ، و الهزارَ على الشّجر ، و النّدى فوق الزّهور .و إنّي لتعروني لذكراكَ هِزّةٌ كما انتفض العصفورُ بلّلهُ القطرُو لو استقبلتني البلابلُ بين أغصانها ، لشدوتُ لك يا حبيبي بين ليلي و نهاري ، و لكن ( ذهب أهلُ الدّثورِ بالأجور ) .يا سيدي يا رسولَ الله :و الله لو قُدّر لي أن أنظمَ ألفَ بيتٍ في جمالك و ألفاً في جلالك و ألفاً في كمالك ، لما زدتُ شيئاً على كونكَ محمّداً ، و لكن زاد شعري فخراً بالنّسب .و لو أنّني استوعبتُ الصّفحات في الحديث عنك ، لقالت لي آخرُ الصّفحاتِ : " اجعلني أولاً " .يا سيدي يا رسول الله معذرةً إذا كبا فيك تبيـاني و تعبيريماذا أوفّيك من حقٍّ و مكرمةٍ وقد علوت على ظنّي و تقديريو إنّه مهما تسنّى لي من جميل البيان في الحديث عنك ، فهو _ و حالي معك _ افتنانٌ في استجداءِ النّظر .و مهما انسابت على صفحاتي روائعُ الكلمات ، فإنّها تأتي _ كالأعذارِ _ خجلى يا محمّد .
تتسامقُ الكلماتُ في .........صَبَبٍ فيتعبُهـا العُلُوّْ القولُ فيكَ مقصّرٌ .......... و الصّمتُ يا طه غُلُوّْو ماذا على الفقير إذا أرسلَ قلمَه في روض المعاني ؟ و أسلمَ قلبه لمُقتضى الحبِّ الخالد ؟و أتاحَ لعينيهِ تلتمسان خيوطَ النّور الأبديّ ؟ و أعمل فكره في لمحات الذّكر الرّفيع ؟ و للموجوداتِ إشاراتُها التي تدلُّ و عباراتُها التي تقول :و لمـّا نزلنا منـزلاً طلّه النّدى جميلاً و بستاناً من النور حالياأجدّ لنا طيبُ المكان و حسنُه مُنىً فتمنّينا فكنتَ الأمانيــافلا حملتْ أرضٌ خيراً منك و لا أظلّتْ سماء ، و إنّ تراباً وطئتْهُ قدماك لأغلى عند أهل القلوب من الرحيق المختوم ، و إنّ مكاناً وقعت عليه عيناك لأجمل عند أهل النظر ممّا سواه .و إنّ سحاباً جودُهُ مثلُ جوده سحابٌ على كلّ السّحابِ لهُ فخرُو لن يُرى لواحدٍ من الآدميّين اسمٌ كُتب على صفحاتِ القلوب ، كما كان لاسمك يا رسول الله .فها هو ذا يذكر بلفظٍ واحدٍ يجتاز كلّ اللّغات و لا يتغيّر ..... " محمد " .و يصلى عليك بكلّ لسان ، لا لخفّة الصلاة عليك و تغيّرها ، و لكنّهم يطلبون النّسب إليك بشتّى الأساليب .فالعربيّ يصلّي عليك ، و الفارسي يصلي عليك ، و الهنديّ يصلّي عليك ، و الصّينيّ و السّالافي و الآريّ و البربري ، كلّهم يصلّون عليك ، و أنت في كلّ القلوب " محمّد " .فلقد فتحت مغاليقَ القلوبِ باسم الله ، و سقيت الأرواح الظّامئة بذكر الله ، و علّمتَ النّفوسَ الخيرَ بفضلِ الله .لم أجرِ غاية فكري منك في صفةٍ إلا وجدتُ مداها غاية الأبدِفلقد بلّغتَ الرسالة ، وأدّيت الأمانة ، و أحسنتَ الخلافة ، و ذهبت إلى الله بنفسٍ راضيةٍ مرضّية ، و تركت القلوب الملتاعة التي تسرّ بذكرك ، و النفوس المشتاقة التي تطيب بالصّلاة و السّلام عليك ، و العيون الدامعة شوقاً إليك ، و قلوب الشعراء و الأدباء الذين لا ترتاح صفحاتهم إلا على ترنيمةٍ من اسمك المبارك .فواحدٌ يقول : أمن تذكّر جيرانٍ بذي سَلَمِ ؟
و آخرُ يقول : ريم على القاع بين البان و العلمو أنت في القلبين " أحمد " .إي يا بن عبد الله ما بلغ الهـوى منك الذي يرجو و لا الشّعراءُكم غادر الشعراء من نظمٍ و كم راحوا على طرقِ البيان و جاؤواو تظلّ في كلّ القــلوبِ محمّداً الصّمتُ فيكم و الكلام سـواءُيا سيدي يا رسول الله : عندما أكتب عنك ، تهتزّ الصّفحاتُ و تربو ، و تنبتُ من كل حرفٍ بهيج ، و لقد تكون صفحاتي وادياً غير ذي زرع ، فإذا ذكرتك كان اسمك كالمطر السّائغ السّائح ، أو كالرياح اللّواقح ، يهشّ له الفكر ،و يستبشر بسماعه القلب ، و تطيبُ بوارده الجوارح .يا سيّد السّاداتِ ما خان الهوىمازالَ حبّك في دمي بحراً و مامارحتُ أكتبُ فيكَ سطراً من دميأنت الحبيبُ و إنّني لك عاشقٌ قلمي و لا كذب العهودَ ولاءُزالتْ تجوبُ بيادري القصواءُإلا و أذّن في الحروفِ قُباءُو أنا لحبّكَ يا نبيُّ حِراءُ و لقد قيل : الذّكر للإنسان عمرٌ ثانٍ .و أنا أسأل : كم عمراً عشتَ و تعيش يا رسول الله ؟!فإنّ اسمك المكنوز في قلوب المؤمنين ، تترجمه الألسنةُ بالصّلاة و السلام عليك في كل لحظةٍ على امتداد الأرضين و الأحايين .ذكرتك لا أنّي نسيتك ساعةً و أيسر ما في الذكر ذكر لسانيو أيّ ذكر ؟! ذكرٌ يختلطُ بالقلب ، فتصطبغ به الجوارح و يقرّ به السّلوك ، فما من مؤمنٍ بعد ذلك إلا و أنت أحبّ إليه من ماله و ولده و من أبيه و أمّه ، و من النّاس كلّ الناس ............ و من نفسه التي بين جنبيه .و حِسانُ القوم لمّا أن بدتْ أقبلت نحوي و قالت لي إليّْفتعـاميت كأنْ لم أرهـا عندما أبصرتُ محبوبي لديّْيا سيدي يا رسولَ الله : لقد وُلدتَ و وُلِدت معك الأمانيّ العذاب ، فبيتُ عبدالله مهوىً للقلوب ، و خيامُ هاشم منازلُ الطّيب ، و مكّة قبلة الأرواح ، و المدينةُ مصرعُ العشّاق ، و الصّحراءُ _ و أنت منها _ منـزل المطر و بيت الماء و مستودعُ الحبّ و منتهى الأشواق .و أنت السّاكن في قلوب أحبابك المنتشرين في كلّ صقع ، و بينك و بينهم الجبالُ و البحور ، تُفدى بالمهج ، و يرخصُ لك الدّم ، و دون نحركَ النّحور .خيــامٌ بعيداتٌ و إنّ بلوغها صعبُ و دون منالها أهوالُنعرى و نظما كي نفوز بوصلها و عيون ماءٍ حولها و ظلالُلا بأس إن كان الحبيبُ محمّداً و تقطّعتَ في حبّه الأوصالُ
المراجع
الموسوعة الإلكترونية العربية
التصانيف
قصص أدب مجتمع الآداب قصة