الأمة بين الاستخلاف أو الاستبدال
البراء كحيل
albraa_1234@hotmail.com
إنّ الناظر اليوم
إلى الأمة إلى شبابها ورجالها نسائها وبناتها أطفالها وكهولها إنّ الناظر إلى هؤلاء
ليصل إلى نتيجة شبه حتمية أنّ هذه الأمّة في وضعها الحالي محالٌ أن تُمكّن في الأرض
ومحالٌ أن تنال نصر الله وعزّه وتأييده فهي أمّة قد باعدت بينها وبين أمر ربّها
وهجرت تعاليم كتابها
.
فضَّلت وغوت وسقطت في الحضيض حتى غدت أشقى الأمم
وصح فيها قول نبينا الكريم :
(يوشك
الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ
؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور
عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله !
وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)
(صحيح أبي داوود)
إنّ الذي ينتظر خروج
رجلٍ يجدد لهذه الأمة عهدها السابق ويخرجها من حضيض الشهوات والشبهات إلى قمم
الإيمان والثبات ,
إنّ من ينتظر ذلك هو واهمٌ ينتظر سراباً فلن يخرج المجدد والمهدي إلاّ عندما تكون
الأمّة على خيرٍ عظيم وتحتاج من يقودها إلى النصر أمّا عندما تكون غارقةً في بحر
الشهوات والشبهات وتعبد غير الله من مالٍ وملوك ونساء وشهوات فلا ريب أنّها أمّةٌ
لا ينفعها مجددٌ أو معلم ما لم تسعى من نفسها إلى تغيير حالها وتعود إلى ربّها
وخالقها وتتمسك بتعاليم دينها.
لكن رغم كلّ الذل
الذي وصلت إليه أمّة الإسلام اليوم نرى رغم كلّ هذا الظلام بوادر فجرٍ أبيض يشرق من
جديد يعلو به شان هذا الدين وترتفع فيه راية الحق فمهما بلغت الأمة من الذل والهوان
فهي لم تبلغ ما بلغه بعضٌ من أجدادنا
.
قال الله :
{لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ
ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ }آل عمران111
لا تزال طائفة من
أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين إلى يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم)