هذه الوريقات التي سأكتب فيها حبرا ربما , نبضا ربما قلبا يشتعل توقا للجنان هي إهداء مني لزوجات الشهداء ولكل من يعشق الشهادة في سبيل الله
فما رأيته من شريط أهدي إلي الليلة ليجعل قلمي يطير حيث يعانق الورق ليكون نارا ونورا
نارا يحرق الوهن ويعلي الهمم ويرفع من الروح ونورا أهتدي به وتهتدي به نساء الشهداء ليكون لهن شعلا تضيء نفوسا قد تخبو فيها وهج الاستمرار والصمود ...
إليكن يا نساء الشهداء بعضا من كلمات قد تسري مع الصبح تهمس ببواكير العمل لتقول لكن
هيا فللجنان الشوق يزداد
1
لا تكفي الكلمات التي جعلت من عيوني المتعبة سماء تتراكم فيها سحب الأمطار
ولا تفي أن ينهمر من كف حرفي المطر فالضرب على أوتار الحزن يسلب الجلال رونقه
وأي جلال ومهابة تلك التي احتوتني الليلة وأنا أرى رجال الجنة ..
وكيف لحرفي الدنيوي الذي ما فتيء يشتعل من جمر الوطن وموقده قلبي , كيف له أن يعلو ويعبر فضاء وبحرا وسموق جبال ليصل قلبكن يا نساء ارتضيتن صحبة الشهيد أرضا ودنيا لتشرق أيامكن في رحلة الإنتظار
أي انتظار هذا وأي أمل فقد سبحت أفكاري حيث حدائقكن ذات البهجة وترنم قلمي من نبضات وريقاتها ورافق الندى دمعاتكن واستقى منها الصبر على هجير الأيام .
وما حدائقكن يا حبات القلب إلا قلوبكن الطاهرة الندية الفتية التي عرفت سر الوجود وسر الحياة وسر الخلق وفهمت بعمق جواب السؤال ..
حارت نفوس وتساءلت كيف تقصي أيديكن الناعمة رغيد العيش ونعومة الحرير يا حرائر شامخات !
كيف تسعى لتغدو بندقية الحبيب لامعة ورصاصته نافذة فقد مرت على أنفاسكن واشتعلت منها لتكون لهيبا موجها لقلب العفن وقلب الظلم .!!
يا من نامت على وسادتك دمعتك تمسحينها لتحل البسمة مودعة رفيق العمر تقولين بفرح ... لا تعد حبيبي فأنا أريدك هناك شهيدا ..
لا تعد حبيبي فشرفنا مسك شهادتك ودمك حناء تخضبت به أنامل العزة لترتفع تري العالم من اختاره الرحمن ..
لا تعد حبيبي إلا ومنتصرا تقهر من لا يفهم للشهادة معنى ولا يفقه للتضحية مغزى ولا يعلم سر حلاوة الصبر وأجر الشهادة ..
شهادتك نصر لنا فما هذه الحياة العفنة ما نرجو فقصيرة هي لمن يرغبها طويلة لا تغني ولا تسمن من جوع لزاهد فيها .
يا حبيب الوطن وحبيب الشمس وحبيب الرؤى , يا شهيد العزة ورضي القلب أتراك سألتني لما غادرت ؟ أقلت لي يا رفيقة الجهاد أنا سبيلي رياحين في الآخرة فهل أنت قاطفة معي ورد الوطن لتزرعيه فيورق ويعبق في قلب أولادنا ؟
أولم أجبك يا حبيب الروح أني لست لهذه الفانية أسعى ولتعش حقيقة في قلب أبنائك !
وسأكررها وأنت تسمعني يا حيا يرزق في قلبي وعيني وروحي أنت معي
بشهادتك معي
بأولادك معي
بروحك التي ترفرف علينا تحدثنا كل يوم بما تراه من حبور وسرور وعزة وشرف وكرامة وهناء في جنة الخلد أنت معي
بوعد الله لنا بشفاعتك يا شهيد الحق والخير .. أنت معي
معي أنت فمن ذاك الذي يظن بأنا فقدناك .. بك ارتفعنا , بك عزت الأرض والوطن , بك قهرنا العدو , بك سيتحقق الحلم .
فيا من بشهادتك أعطيتنا أملا بحياة هناك حيث لا ظلم ولا استعباد ولا ضنك .. شهادتك علمتنا قيمة الحياة من أجل هدف كبير . فمن أجل ماذا نعيش وكيف لعاقل أن يبدل الذهب بالترب !!!
يا نساء الشهداء يا زهورا زرعتها أيدي المجاهدين في حقل الكرامة , أو تعلمن أنكن ستكافأن من رب العزة على صبركن فياللخير الذي عم في القلب ويا للضياء الذي انتشر في أرجاء أعماركن ..
إخترتن الأصعب لتفزن بالأدوم
واخترتن الأعلى لترقى أرواحكن للفردوس الأعلى
واخترتن الأجل لتحظين بشربة ماء من كوثر من يد سيد المرسلين
واخترتن زينة لا كزينة النساء وعطرا لا كما للنساء فحرير أثوابكن تخاط لكن في الجنة من أشرف الخيوط وأدومها وأجملها , وعطركن مسك الجنة فلا تتنازلن عن هذا شرف فلله دركن ما أروع الصبر لما يرسل من عيونكن بريق قوة فمن قوي بالله لا تضعفه الشدائد
وما فقدتن يا حرارئر العزة بل ضمنتن الخلود .. فللجنان الشوق يزداد
والشهيد سبق وأنتن له ..
2
يا زوجة الشهيد ويا زوجات الشهداء
أغبطك وأغبط كل من وطئت قدمه غزة الأبية وأي مكان في وطننا السليب
أغبطك يا حفيدة المجاهدات يارافعة راية العزة والنصر بصمود وصمت
من قال أن الجهاد حمل سيف فقط إنه عميق كمياه البحر الممتدة تحوي في قلبها مرجانا ولؤلؤا نسير فيه سفننا وكلنا غواص وحامل شبكة فمنا من يختار الأصعب والأثمن وينام بعدها قرير العين وقد رضي باختياره ودفع ثمنه عرقا وجهدا وتضحية .
منذ سنين حيث زرع أبي وأبوك زيتونه في قلب جبال الوطن عرفنا طعم الحب
وعندما خطا أولادنا أولى خطوات العمر عرفنا معنى الحب
وعندما حمل أزواجنا وإخواننا وأبناؤنا السلاح عرفنا سر الحب
وعندما استشهدوا وسالت دماهم الزكية رسمت بالأفق خطوط الطيف فرأينا أرواحهم مبتسمة صاعدة للجنة فعرفنا قيمة الحب
فأي حب هذا الذي وقر في القلب ! إنه بطعم زيتون بلادي وضحكات أولادي ورفعة أجدادي وسير لجنة وحسن معاد
يا بنيات الشمس والقمر والنجم والزهر
يا رائدات الخير ومبلغات الأمانة
أيكفي عبارات الحماس ولهيب الشوق ودفع لأمام !
أتكفي حروفنا الصارخات تلهب الحماس أو تثبت الأقدام يوم زلزلة النفوس وعبث الخناس
لا يا رفيقات النضال وخليفات الأبطال
لا تكفي ..
قد تذهب في يوم ينام اليأس في حضن حزينة , وتوقظه يد بحروف مريرة
قد توقظكن يا زوجات الشهداء عبارات كالرصاص ولوم بلا أساس
قد تقول لكن الأفواه المحبطة المثبطة .. ويحكن الدنيا امامكن فمن يختار الضنك
؟؟ من يختار التعب ؟؟ من يختار الترمل والعيش بلا سند ؟؟
فلا تنصتن وضعن على آذان القلوب صور الحب , صور الجنة , صور الأمل ..
لا تنصتن يا رائدات للخير وصابرات على طريق الحق فما هذه الحياة إلا نومة ثم غفوة ثم صحوة يوم تقبض الأمانة ...فالدنيا أقصر مما نتخيل فهل سنحملها معنا . لا
لن نحملها معنا في قبرنا فلنذهب حاملين فؤوس المعرفة ولننبش قبور السابقين أتراهم حملوا دنياهم !! أم حملتهم أفعالهم ؟
لا تنصتن إلا إلى معنى الحب وسر الحب وقيمة الحب لوطن هنا يمتد ويمتد بسلم من طيف الخلود ليوصل لجنة وسعد موعود
أقبلن فهذه همسة من أم
أقف أحمل قلبي بيد وعقلي بيد وأصلهما بخط متين أكتب عليه
فهمنا سر الوجود .. فلا نكوص لطين بل رفعة بالحق المبين
وسنبقى شامخات قويات نغرس فسائلنا فلاندري متى الحصاد ؟؟؟
المراجع
odabasham.net
التصانيف
قصص أدب مجتمع