بِسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على سيدنا محمد أفضل الذاكرين، وسيد الشاكرين، وإمام المرسلين وخاتم النبيين وقائد الغُرِّ المُحجَّلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن سلك طريقهم إلى يوم الدين.
1- الذكر في كل حال:
وبعد: فاعلم يا أخي - رزقني الله وإياك حُسنَ التوفيق - أن لكل إنسان غاية أساسية من حياته تدور عليها أفكاره وتتجه نحوها أعماله، وتتركز حولها آماله وهى التي يسمونها "المثل الأعلى" ومتى سَمَتْ هذه الغاية وعلت صدرت عنها أعمالٌ سامية مجيدة، وانطبعت نفسُ صاحبها بصورة من الجمال الروحي، وحدت به إلى الكمال دائماً حتى يأخذ فيه بالنصيب الذي قُدِّرَ له.
والإسلام، وقد جاء لإصلاح نفوس البشر وتزكيتها والعُلوِّ بها إلى منتهى الكمال الممكن لها، أوضح للإنسانية جميعاً الغاية القصوى، وحدا بها نحو المثل الأعلى، وكان هذا المثل هو (قدس حضرة الله جل وعلا)، والآية الكريمة تقول:(فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ). الذاريات: 50.
وإذا عرفت هذا أيها الأخ الكريم فلا تستغرب بعدُ، أن يكون المسلم ذاكراً لله على كل حال، وأن تؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعرفُ الخلق بربه - تلك الصِّيغَ الرائعة البليغة من الذكر والدعاء، والشكر والتسبيح والتحميد في كل الأحوال صغيرها وكبيرها وعظيمها وحقيرها، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحواله، ولا تعجب إذا طالبنا الإخوان المسلمين أن يَستنُّوا بسنّة نبيهم ويقتدوا به صلى الله عليه وسلم فيحفظوا هذه الأذكار ويتقربوا بها إلى العزيز الغفار:(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً) الأحزاب: 21.
2- فضل الذكر والذاكرين:
وقد ورد الأمر بالذكر والإكثار منه وبيان فضله وفضل الذاكرين في كثير من آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، وحسبك أن كان خاتمة المراتب في قوله تعالى:(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) الأإحزاب: 35.
وقد أمر الله به المؤمنين في قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) الأحزاب: 41 – 42.
وقد وردت الأحاديث الكثيرة في فضل الذكر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: قال الله تبارك وتعالى:(أنا عند ظنِّ عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإنْ ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأ خيرٍ منهم) متفق عليه من حديث أبي هريرة.
وعن عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله: إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به، قال:"لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل" رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
3- آداب الذكر:
واعلم يا أخي أن الذكر ليس المقصود به الذكر القولي فحسب؛ بل إن التوبةَ ذكرٌ، والتفكر من أعلى أنواع الذكر، وطلب العلم ذكر، وطلب الرزق إذا حسنت فيه النية ذكر، وكل أمر راقبتَ فيه ربك وتذكرت نظره إليك ورقابته فيه عليك ذكر، ولهذا كان العارف ذاكراً على كل حالاته.
ولا بد ليكون للذكر أثره في القلب من مراعاة آدابه وإلا كان مجرد ألفاظ لا تأثير فيها، وقد ذكروا له آداباً كثيرة أهمها وأولاها بالرعاية:
ا- الخشوع والتأدبُ، واستحضارُ معاني الصِّيغِ، ومحاولة التأثر بها، وملاحظة مقاصدها وأغراضها.
2- خفض الصوت ما أمكن ذلك مع اليقظة التامة والهمة الكاملة حتى لا يُشوِّشَ على غيره.
وقد أشارت الآية الكريمة إلى هذه الآداب فقال تعالى:(وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ) الأعراف: 205.
3- موافقة الجماعة إن كان الذكر مع جماعة فلا يتقدم عليهم ولا يتأخر عنهم ولا يبني على قراءتهم، بل إنْ حضرَ وقد بدؤوا ابتدأ معهم من أول صيغة ثم قضى ما فاته بعد انتهائه، وإن تأخر عنهم في أثناء القراءة قرأ ما فاته وأدركهم، ولا يبني على قراءتهم أصلاً، لئلا يكون بذلك قد حَرَّفَ القراءة وغَيَّر الصيغ، وذلك حرام اتفاقاً.
4- النظافة في الثوب والمكان، ومراعاة الأماكن المحترمة والأوقات المناسبة، حتى يكون ذلك أدعى إلى اجتماع همته، وصفاء قلبه، وخلوص نيته.
5- الانصراف في خشوع وأدب، مع اجتناب اللغط واللهو الذي يذهب بفائدة الذكر وأثره.
فإذا لاحظ هذه الآداب فإنه سينتفع بما قرأ ويجد أثر ذكره حلاوةً في قلبه، ونوراً لروحه، وانشراحاً في صدره، وفيضاً من الله، إن شاء الله تعالى..
4- الذكر في جماعة:
ورد في الأحاديث ما يُشعِرُ باستحباب الاجتماع على الذكر، ففي الحديث الذي يرويه مسلم:"لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حَفَّتهم الملائكةُ وغَشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهمُ الله فيمن عنده".
وكثيراً ما ترى في الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم خرج على جماعة وهم يذكرون الله في المسجد فبشَّرهم ولم يُنكرْ عليهم.
والجماعة في الطاعات مستحبة في ذاتها، ولا سيما إذا ترتب عليها كثير من الفوائد مثل: تآلف القلوب، وتقوية الروابط وقضاء الأوقات فيما يفيد، وتعليم الأمي الذي لم يحسن التعلم وإظهار شعيرة من شعائر الله تعالى.
نعم إن الجماعة في الذكر تُكرهُ إذا ترتب عليها محظورٌ شرعي كالتشويش على مصلٍّ، أو لغو وضحك، أو تحريف لصيغ، أو بناء على قراءة غيره، أو نحو ذلك من المحظورات الشرعية، فحينئذ تُمنع الجماعةُ في الذكر لهذه المفاسد لا للجماعة في ذاتها، وخصوصاً إذا كان الذكر في جماعة بالصيغ المأثورة الصحيحة كما في هذه الوظيفة، فحبذا لو اجتمع الإخوان على قراءتها صباحاً ومساء في ناديهم أو في مسجد من المساجد مع اجتناب هذه المكروهات، ومن فاتته الجماعة فيها فليقرأها منفرداً ولا يفرِّطْ في ذلك.
الخاتمة:
وبعد: فإلى الإخوان المسلمين نتوجه بهذه الوظيفة، وما هي بخاصة بهم ولكنها للمسلمين عامة، لعل فيها إعانةً لهم على طاعة الله تبارك وتعالى.. وهي تُقرأ صباحاً من الفجر إلى الظهر، ومساء من العصر إلى ما بعد العشاء فرادى وجماعة، ومن فاتته كلها فلا يَفوتنَّهُ بعضها حتى لا يعتاد إهمالها وتضييعها.
والورد القرآني في الوقت المناسب ليلاً أو نهاراً، وما بعدهما من الأدعية والأذكار يقرأ عند مناسباته.
ونسأل الله لنا ولهم حسن التوفيق وكمال الهداية، ونسألهم ألا يحرمونا صالح دعواتهم في الخَلْوة والجَلْوة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
غرة رمضان سنة 1355هـ
حسن البنا
المرشد العام للإخوان المسلمين
القسم الأول
الوظيفة
أَعُوذُ بِالله السَّمِيعِ العَلِيِمِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ). (الفاتحة)
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة 1 – 5).
(اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون) (البقرة: 255- 257).
(للهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة 284 – 286).
بسم الله الرحمن الرحيم (الم اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (آل عمران: 1 - 2).
(وعَنَتِ الوجوهُ للحيِّ القَيّومِ وقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً، ومَنْ يَعملْ مِنَ الصّالحاتِ وهُوَ مُؤمن فَلا يَخافُ ظُلماً ولا هَضْماً) (طه: 111 – 112)
(حَسْبِيَ اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (سبعاً) (التوبة: 129).
(قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، وَقُلِ الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) (الإسراء: 110 – 111)
(أفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ، فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، وَمَن يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ، وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) (المؤمنون 115 – 118)
(فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ، يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ، وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ، وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ) (الروم: 17 – 26).
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم (حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (غافر: 1 – 3).
(هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ، هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الحشر: 23 – 24)
بسم الله الرحمن الرحيم (إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا، وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا، يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا، بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا، يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ، فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة)
بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ، وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ، وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (سورة الكافرون)
بسم الله الرحمن الرحيم (إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجاً، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) (النصر).
بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، اللهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (الإخلاص). (ثلاثاً).
بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (الفلق) (ثلاثاً).
بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (الناس) (ثلاثاً).
أصبحنا وأصبح الملكُ لله، والحمدُ لله لا شريكَ له، لا إله إلا هو وإليه النشور. (ثلاثاً).
أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين. (ثلاثاً).
اللهم أني أصبحتُ منك في نعمةٍ وعافية وسترٍ، فأتمَّ عليَّ نعمتكَ وعافيتكَ وسترك في الدنيا والآخرة. (ثلاثاً).
اللهم ما أصبح بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقِكَ فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمدُ ولك الشكر. (ثلاثاً).
يا ربي لك الحمدُ كما ينبغي لجلالِ وجهكَ وعظيمِ سُلطانك. (ثلاثاً).
رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً ورسولاً. (ثلاثاً).
سبحان الله وبحمده عددَ خلقِه ورضا نفسه وزِنةَ عرشهِ ومِدادَ كلماته. (ثلاثاً).
بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميعُ العليم (ثلاثاً).
اللهم إنا نعوذ بك من أن نُشركَ بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه. (ثلاثاً).
أعوذُ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق. (ثلاثاً).
اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحَزَنِ، وأعوذ بك من العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بك من الجُبن والبُخل، وأعوذ بك من غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجال. (ثلاثاً).
الله عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري. (ثلاثاً).
اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت. (ثلاثاً).
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفرْ لي فإنه لا يغفرُ الذنوب إلا أنت. (ثلاثاً).
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيوم وأتوبُ إليه. (ثلاثاً).
اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليتَ على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وباركْ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد. (عشراً).
سبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. (مائة).
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. (عشراً).
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أنْ لا إله إلا أنتَ، أستغفرك وأتوبُ إليك. (ثلاثاً).
اللهم صلِّ على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبيِّ الأمي وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليماً عدد ما أحاط به علمُكَ وخطَّ به قلمُك، وأحصاه كتابك، وارضَ اللهم عن ساداتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين.
الوظيفة الصغرى:
إذا وجد الأخ ضيقاً في وقته، أو فتوراً في نفسه، أو في إخوانه إذا كان يقرأ الوظيفة بهم فليختصرها على هذا النحو:
يقرأ الاستعاذة والفاتحة وآية الكرسي وخواتيم البقرة وسورة الإخلاص والمعوذتين كل منهما ثلاثاً، ثم يتبع ذلك بالأذكار الواردة إلى الاستغفار الأخير: (أستغفرُ الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم...) إلخ، ثم يُتبع الاستغفار مباشرة بصيغة (سبحانكَ اللهم وبحمدك) إلى آخر الوظيفة.
القسم الثاني
الورد القرآني
فضل القرآن:
القرآن الكريم هو الدستور الجامع لأحكام الإسلام، وهو المنبع الذي يفيض بالخير والحكمة على القلوب المؤمنة وهو أفضلُ ما يتقرب به المُتعبِّدون إلى الله تبارك وتعالى.
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن هذا القرآن مأدبةُ الله فأقبِلُوا على مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن هو حبلُ الله والنور المبين والشفاء النافع عصمةٌ لمن تمسَّك به، ونجاةٌ لمن اتَّبعه، لا يزيغ فيُستعتبُ، ولا يعوجُّ فيُقوَّمُ، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلقُ من كثرة الردِّ، اتلُوه فإن الله يأجُركم على تلاوته كلُّ حرفٍ عشر حسنات، أما إني لا أقولُ لكم آلم حرف، ولكن ألفٌ ولام وميم) رواه الحاكم.
وفي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: (عليك بتلاوة القرآن فإنه نورٌ لك في الأرض وذُخرٌ لك في السماء) رواه ابن حبان في حديث طويل.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الماهرُ بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويُتعتعُ فيه وهو عليه شاقُّ له أجران) رواه البخاري ومسلم.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملُ الناس على القرآن حملاً، ويفاضلُ بينهم بمنزلتهم من القرآن، ويُوصي من عجز عن القراءة بأن يستمع ويتفهم، حتى لا يُحرم بركة الصِّلة الروحية بكتاب الله تبارك وتعالى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من استمع إلى آيةٍ من كتاب الله كتبت له حسنةٌ مُضاعفة، ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة) رواه أحمد
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً وهم ذوو عددٍ فاستقرأهم، فاستقرأ كل رجلٍ منهم، يعني ما معه من القرآن، فأتى على رجلٍ منهم من أحدثهم سناً فقال: "ما معك يا فلان؟" قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة قال: "أمعك سورة البقرة؟" قال: نعم. قال: "اذهب فأنت أميرهم") رواه الترمذي وقال حديث حسن.
عرف سلفنا الصالح رضوان الله عليهم فضل القرآن وتلاوته، فجعلوه مصدر تشريعهم، ودستور أحكامهم، وربيع قلوبهم، وورْد عبادتهم، وفتحوا له قلوبهم وتدبَّروهُ بأفئدتهم، وتشرَّبت معانيه السامية أرواحُهم، فأثابهم الله في الدنيا سيادة العالم، ولهم في الآخرة عظيم الدرجات، وأهملنا القرآن فوصلنا إلى ما وصلنا إليه من ضعفٍ في الدنيا ورقةٍ في الدين.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عُرضت عليَّ أجور أمتي حتى القُذاةُ يُخرجها الرجلُ من المسجد، وعُرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظمَ من سورة من القرآن أو آية أُوتيها رجل ثم نسيها) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة.
ولهذا عُني الإخوان المسلمون أن يجعلوا كتاب الله تبارك وتعالى أول أورادهم، وكان من تعهُّدهم أن يرتب الأخ على نفسه كل يوم حزباً من القرآن الكريم.
مقدار الورد:
تختلف ظروف الإخوان وأحوالهم، ولهذا لم يحدد مقدار الورد، وترك ذلك لظروف كل شخص ومقدرته، والمهم ألا يمرَّ به يومٌ بغير أن يقرأ شيئاً من كتاب الله تعالى.
وسنورد هنا أوجه تقسيم الورد القرآني عند سلفنا الصالح رضوان الله عليهم على سبيل المثال والتوضيح فنقول:
1– أقلُّ مدة للختمة ثلاثة أيام، وقد كرهوا أن يختم الإنسان في أقلَّ من ثلاثٍ وفي أكثر من شهر، وقالوا: إن في الختم في أقل من ثلاث إسراعاً لا يُعينُ على التفهم والتدبر، وفي الختم في أكثر من شهر إسرافاً في هجر التلاوة.
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يَفقهْ من قرأ القرآن في أقل من ثلاث) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
2- الحدُّ الوسط أن يختم القرآن مرة كل أسبوع إذا تمكن من ذلك، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله بن عمرو أن يختم كل أسبوع مرة، وكذلك كان جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم يفعلون: كعثمان، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، وأُبيّ بن كعب رضي الله عنهم.
وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يفتتح ليلة الجمعة بالبقرة إلى المائدة، وليلة السبت بالأنعام إلى هود، وليلة الأحد بيوسف إلى مريم، وليلة الاثنين بطه إلى طسم موسى وفرعون "يعني القصص"، وليلة الثلاثاء بالعنكبوت إلى ص، وليلة الأربعاء بتنزيل إلى الرحمن، وليلة الخميس يختم الختمة، وكان لابن مسعود رضي الله عنه تقسيمٌ آخر يختلف في عدد السور، لكنه يتفق في الختم كل أسبوع، وقد ورد في التقسيم في الأسبوع أخبار كثيرة.
سور يستحب الإكثار من تلاوتها:
من أوراد الإخوان القرآنية المواظبة على تلاوة هذه السور كل يوم، وهي: يس، والدخان، والواقعة، وتبارك الملك، ويتأكد ذلك يوم الجمعة وليلة الجمعة، ويضاف إليها الكهف، وسورة آل عمران، وقد وردت بذلك الأحاديثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1– عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قلبُ القرآن يس لا يقرؤها رجلٌ يريد الله والدار الآخرة إلا غفر الله له، اقرؤوها على موتاكم) رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم.
2– وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلةٍ منعه الله بها من عذابِ القبر، وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نُسميها المانعة، وأنها في كتاب الله عز وجل سورةٌ من قرأ بها في ليلةٍ فقد أكثر وأطاب) رواه النسائي وروى مثله الحاكم وصححه.
3– وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (من قرأ حم الدخان في ليلةٍ أصبح يستغفرُ له سبعون ألف ملك) رواه الترمذي والأصبهاني.
4– وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجُمعتين) رواه النسائي والبيهقي مرفوعاً.
5– وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ السورة التي يُذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى عليه اللهُ وملائكتهُ حتى تغيبَ الشمس) رواه الطبراني في الأوسط والكبير.
6– وقد وردت الآثار كذلك مرفوعة وموقوفة من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بفضل سورة الواقعة، ولا سيما وفيها البعثُ والجزاء والاستدلال على ذلك بما لا يدع ُشبهة لقائل، فيستحبُّ للأخ المسلم ألا يحرُم نفسه فضلَ تلاوة هذه السورة مرة كل يوم، وفي الليل أفضل وفي يوم الجمعة لا بأس من تلاوتها في الليل مرة وفي النهار مرة، ويجعل وقت العصر إلى المغرب لسورة آل عمران لعلَّها ساعة الإجابة فيكون فيها مشغولاً بأفضل الذكر وهو تلاوة القرآن.
آداب التلاوة:
ذكرنا في المقدمة طرفاً من آداب الذكر، ونزيد هنا أن من آداب التلاوة الاجتهاد كل الاجتهاد في التدبر والتفكر فذلك هو المقصود الأول منها، والله تبارك وتعالى يقول: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) (ص: 29)، ولا سيما إذا لاحظنا أن في ذلك خطاب ربِّ العالمين العزيز الحكيم، كما أن من آداب التلاوة كذلك مراعاة أحكام التجويد، فيُخرج الحروف من مخارجها، ويؤدِّيها على قواعدها فيمد المُدُود، ويُغِنُّ ما يستحق الغُنَّة، ويُفخِّم المُفَّخم ويُرقِّق المرقَّق.. وهكذا.
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن نزل بحُزنٍ فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنّوا به، فمن لم يتغنَّ بالقرآن فليس منا) رواه ابن ماجة.
والمراد بالتغني هنا التحزن وإظهار الخشوع مع تجويد القراءة، فقد جاء في حديث جابر رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ من أحسن الناس صوتاً بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله) رواه ابن ماجة.
مجلس الاستماع:
من أوراد الإخوان المسلمين القرآنية الاجتماعُ لسماع كتاب الله تبارك وتعالى ممن يحسنُ تلاوته، وعلى القارئ في مجلس الاستماع أن يقرأ قراءةَ مُرسلة يلاحظ فيها الآداب السابقة، وعلى الإخوان إذا استمعوا أن يُنصتوا ويُفكِّروا في المعاني، وأن يكونوا على غاية الخشوع والتعظيم لكتاب الله تبارك وتعالى ويستحضروا الآية الكريمة:(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأعراف: 204).
ولقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمعون القرآن وكأن على رؤوسهم الطير، وكان مشيخةُ مكة من الصالحين إذا أرادوا التذكر أقبلوا على الشافعي رضي الله عنه، وكان حسن القراءة، فقرأ عليهم واستمعوا فلا يرى الراؤون أكثر بكاءً منهم في حالهم تلك حين الاستماع (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ).
ويستحبُّ إتماماً للفائدة إذا حضر مجلسهم هذا أهلُ العلم أن يُلخِّصوا لهم مقاصد ما تلي من آيات.
ورد الحفظ:
ويستحب كذلك للأخ المسلم، وهو من أورادنا القرآنية، أن يجتهد ما استطاع في حفظ ما يمكن من القرآن الكريم، فيرتب على نفسه كلَّ يوم آيةً أو آياتٍ بقدر طاقته يحفظها حفظاً جيداً، وبهذه الطريقة التدريجية يمكنه أن يحفظ الشيء الكثير من كتاب الله تبارك وتعالى.
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر رضي الله عنه: (يا أبا ذر لأن تغدو فتَعلَّم آيةً من كتاب الله خيرٌ لك من أن تُصلي مائة ركعة) رواه ابن ماجة بإسناد حسن، ويعضده حديث مسلم وأبي داود في هذا المعنى.
فاجتهد يا أخي أن تفوز بهذه الفضيلة، والله نسأل أن يجعلنا وإياك من أهل القرآن فنكون بذلك من أهل الله وخاصته، والله حسبنا ونعم الوكيل.
القسم الثالث
أدعية اليوم والليلة
أولاً: دعاء الاستيقاظ من النوم:
1– عن حذيفةَ بن اليمان وأبي ذر رضي الله عنهما قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ قال: (الحمدُ لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور). رواه البخاري.
2– وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استيقظ أَحدكم فليقل: الحمد لله الذي ردّ عليَّ روحي، وعافاني في جسدي، وأذن لي بذكره). رواه ابن السني.
3– وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبدٍ يقول حين يردُّ الله تعالى روحه: لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له، له الملكُ وله الحمد وهو على كل شيء قَدير، إلا غفر الله تعالى له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر). رواه ابن السني.
4– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من رجل ينتبه من نومه فيقول: الحمد لله الذي خلق النوم واليقظة، الحمد لله الذي بعثني سالماً سوياً، أشهدُ أن الله يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير. إلا قال الله تَعالى: صدق عبدي) رواه ابن السني.
5- وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال: (لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علماً، ولا تُزغْ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب). رواه أبو داود.
ثانياً: دعاء لبس الثوب وخلعه
1– عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا لبس ثوباً سماه باسمه قميصاً أو رداء أو عمامة يقول: (اللهم إني أسألك من خيره وَخير ما هو له، وأعوذ بك من شره وشر ما هو له). رواه ابن السني.
2– وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لبس ثوباً جديداً فقال: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه). رواه ابن السني.
3– وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه: بسم الله الذي لا إله إلا هو). رواه ابن السني.
ثالثاً: دعاء الخروج من المنزل ودخوله
1– عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال، يعني إذا خرج من بيته: بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: كُفيت ووقيت وهديت، وتنحَّى عنه الشيطان) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
2– وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلم على أهله) رواه أبو داود.
رابعاً: دعاء المشي إلى المسجد ودخوله والخروج منه
1– عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المسجد وهو يقول: (اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، واجعل لي نوراً) رواه البخاري.
2– وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد يقول: (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، فإذا قال ذلك قال الشيطان: حُفظ مني سائر اليوم) رواه أبو داود.
3– وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال: (بسم الله اللهم صل على محمد)، وإذا خرج قال: (اللهم صل على محمد) رواه ابن السني.
4– وعن أبي حميد أو عن أبي أسيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وَإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك). رواه مسلم وأبو داود والنسائي.
خامساً: دعاء التخلي والمباشرة
1– عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند دخول الخلاء: (اللهم إني أعوذ بك من الخبثِ والخبائث). رواه الشيخان.
2– وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله إذا خرج من الخلاء قال: (الحمد لله الَّذي أذاقني لذته، وأبقى فيّ قوته، ودفع عني أَذاه). رواه ابن السني والطبراني.
3– وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الغائط قال: (غفرانك). رواه أبو داود.
4– وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو أنَّ أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وَجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولدٌ لم يضره شيطان أبداً) رواه البخاري.
سادساً: دعاء الوضوء والغسل والآذان
1– عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ، فسمعته يقول: (اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي) قلت: يا نبيَّ الله لقد سمعتك تدعو بكذا وكذا، قال: (وهل تراهن تركن من شيء؟). رواه النسائي وابن السني.
2– وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أَن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أَن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، فُتحت له أبوابُ الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) رواه مسلم والترمذي.
3– وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدتهُ، حلت له شفاعتي يوم القيامة) رواه البخاري.
سابعاً: دعاء الطعام
1– عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في الطعام إذا قرب إليه: (اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، وقنا عذاب النار، بسم الله). رواه ابن السني.
2– وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره) رواه أبو داود والترمذي.
3– وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين). رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.
4– وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أكل طعاماً فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه). رواه الترمذي وقال حديث حسن.ِ
5- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة رضي الله عنه، فجاء بخبزٍ وزيتٍ فأكل، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة). رواه أبو داود.
ثامناً: دعاء التهجد والأرق والرؤيا
1– عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: (اللهم لك الحمد، أنت قيّم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله). رواه البخاري.
2– وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحدٍ فإنها لا تضره). رواه البخاري ومسلم.
3– وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنها لن تضره). رواه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي: حديث حسن.
4– وعن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه أصابه الأرق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أعلمك كلماتٍ إذا قلتهن نمت، قل: اللهم رب السموات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جاراً من شر خلقك أجمعين أن يفرط علي أحد منهم أو أن يطغى، عز جارك، وتبارك اسمك) فقالهن فنام. رواه الطبراني في الأوسط وابن شيبة في مصنفه.
5– وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: شكوتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقاً أصابني فقال: (قل اللهم غارت النجوم وهدأت العيون، وأنت حيٌ قيوم، لا تأخذك سنةٌ ولا نوم، يا حيُّ يا قيوم أهدِ ليلي، وأنم عيني) فقلتُها فأذهب الله عزّ وجلّ ما كنتُ أجده. رواه ابن السني.
تاسعاً: دعاء النوم
1– عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات وليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين). رواه الجماعة.
2– وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا آوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ونفث فيهما فقرأ فيهما: "قل هو الله أحد" و"قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس" ثُم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرّات). رواه البخاري
3– وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاث مرات، غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا). رواه الترمذي وقال حديث حسن.
4– وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر). رواه ابن حبان.
5- وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإن مِتّ من ليلتك مِتّ على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به). أخرجه الجماعة.
عاشراً: ختام الصلاة وختام المجلس
1– عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المئة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر). رواه مسلم.
2– وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: (يا معاذ، والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). رواه أبو داود.
3– وعن أبي برزة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس: (سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك) فقال رجل: يا رسول الله إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال: (ذلك كفارة لما يكون في المجلس) رواه أبو داود والحاكم في المستدرك.
4– وعن عليّ رضي الله عنه قال: (من أحبَّ أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل في آخر مجلسه أو حين يقوم: سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين).
القسم الرابع
الأدعية المأثورة في حالات مختلفة
غير أحوال اليوم والليلة
أولاً: دعاء الاستخارة الشرعية
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن. يقول: (إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري "أو قال: عاجل أمري وآجله" فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري "أو قال: في عاجل أمري وآجله"، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به). قال: ويسمي حاجته. رواه البخاري.
ثانياً: صلاة الحاجة
عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (من كانت له حاجةٌ إلى الله تعالى أو إلى أحدٍ من بني آدم، فليتوضأ وليحسن وضوءه ثم ليصل ركعتين، ثم يُثني على الله تعالى، وليصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك مُوجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين) ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يُقدّر. أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة.
ثالثاً: من أدعية السفر
يقول المقيمُ للمسافر: (أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، وأقرأ عليك السلام) رواه الترمذي والنسائي من حديث عبدالله بن عمر.
ثم يوصيه فيقول: (عليك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف، اللهم أطو له البعد، وهون عليه السفر) رواه الترمذي والنسائي من حديث أبي هريرة.
ثم يدعو له بقوله: (زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ويسر لك الخير حيثما كنت) أخرجه الترمذي والنسائي من حديث أنس.
ويقول المسافر للمقيم: (أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه). رواه الطبراني من حديث أبي هريرة.
ثم يدعو الله بقوله: (اللهم بك أصول وبك أجول وبك أسير)، (اللهم إنا نسألك في سفري هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد). وإذا رَجع قالهنّ وزاد فيهن: (آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون) رواه أحمد والبزار ومسلم وغيرهم من حديث علي وابن عمر وعبدالله بن سرجس وغيرهم.
فإذا بدأ الركوب قال: (بسم الله)، فإذا استوى على مركبه قال: (الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون) رواه أبو داود والترمذي من حديث علي رضي الله عنه.
رابعاً: من أدعية الظواهر الكونية
1– إذا رأى المطر قال: (اللهم صيباً نافعاً) مرتين أو ثلاثاً. رواه ابن أبي شيبة من حديث عائشة، فإذا كثر المطر أو خاف ضرره قال: (اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر) رواه البخاري من حديث أنس.
2– إذا سمع الرعد والصواعق قال: (اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك) رواه الترمذي والحاكم في المستدرك من حديث عبدالله بن عمر.
3– إذا رأى الهلال قال: (الله أكبر، اللهم أهلّه علينا باليُمنِ والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحبُّ وترضى ربي وربك الله)، (هلال خيرٍ ورشد) ثم يقول ثلاثاً: (اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر، وخير القدر، وأعوذ بك من شره). رواه الدارمي والترمذي والطبراني وغيرهم من حديث عبدالله بن عمر وغيره.
خامساً: من أدعية الزواج والأولاد
1– يقول لمن تزوج: (بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير) رواه البخاري ومسلم والأربعة من حديث أنس وأبي هريرة.
2 إذا أتى بمولود أذّن في أذنه حين ولادته.. رواه أبو داود والنسائي.
3– تعويذ الأطفال: (أعيذك بكلمات الله التامة، من كل شيطانٍ وهامة، ومن كل عين لامة) رواه البخاري من حديث بن عباس.
4– إذا أفصح الصبي فليعلمه لا إله إلا الله، وإذا أثغر فليأمره بالصلاة. أخرجه ابن السني من حديث عبدالله بن عمر.
سادساً: من أدعية المرئيات
1– إذا رأى ما يحب قال: (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات). وإذا رأى ما يكره قال: (الحمد لله على كل حال). رواه الحاكم وابن ماجة من حديث عائشة.
2– إذا رأى وجهه في المرآة قال: (اللهم أنت حسنت خلقي فحسن خلقي وحرم وجهي على النار, الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله، وكرم صورة وجهي فأحسنها وجعلني من المسلمين) رواه ابن حبان وابن مردوية، والطبراني من حديث عبدالله بن مسعود وعائشة وأنس.
3– إذا رأى باكورة ثمرة أو فاكهة قال: (اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا, وبارك لنا في مدنا، اللهم كما أريتنا أوله فأرنا آخره) ثم يعطيه أصغر ما يكون عنده من الصبيان. رواه مسلم والترمذي من حديث أبي هريرة.
4– إذا رأى أخاه المسلم يضحك قال: (أضحك الله سنّك) رواه البخاري ومسلم من حديث سعد بن أبي وقاص.
سابعاً: من أدعية السلام والتحية
1– إذا بُلّغ عن أحدٍ سلاماً رده على المبلغ والمسلّم معاً. أخرجه النسائي وابن القطان من حديث أنس في سلام خديجة.
2– إذا قال له إنسان إني أحبك، قال: (أحبك الله الذي أحببتني له) رواه أبو داود والنسائي وابن حبان من حديث أنس.
3– إذا قيل له كيف أصبحت، قال: (أحمد الله إليك) أو يقول: (بخيرٍ أحمد الله) رواه أحمد والطبراني من حديث عبدالله بن عمر وأنس.
4– إذا صنع إليه أحد معروفاً قال: (جزاك الله خيراً) رواه الترمذي من حديث أسامة.
ثامناً: من أدعية عوارض الحياة
1– إذا أصابه الكرب أو الهم أو الغم أو الحزن يقول: (لا إله إلا الله الكريم العظِيم، سبحانه تبارك الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين)، (توكلت على الحي الذي لا يموت)، (الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبّره تكبيراً)، (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت)، (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث)، (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، (اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي) (لا حول ولا قوة إلا بالله). رواه النسائي وابن حبان من حديث علي، والحاكم من حديث أبي هريرة وعبدالله بن مسعود، والترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص، وأحمد والبزار من حديث ابن مسعود.
2– إذا وقع له ما لا يختاره فليقل: (قدر الله وما شاء فعل، ولا يقول لو، فإن لو تفتح باب الشيطان) رواه النسائي من حديث أبي هريرة.
3– إن غلبه أمر فليقل: (حسبنا الله ونعم الوكيل). رواه أبو داود من حديث عوف بن مالك.
4– إن أصابته مصيبة قال: (إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي، فأجرني فيها وأبدلني منها خيراً). رواه الترمذي والحاكم من حديث أبي سلمة.
5– إذا استصعب عليه شيء قال: (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً) رواه ابن حبان من حديث أنس.
6– إذا غضب قال: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) رواه البخاري ومسلم من حديث سليمان بن صرد.
7– إذا ابتلي بالدين قال: (اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك) رواه الترمذي والحاكم من حديث علي.
تاسعاً: من أدعية المرض والوفاة
1– إذا اشتكى وضع يده على موضع الألم من جسده ثم قال: (بسم الله "ثلاث مراث"، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر "سبع مرات") رواه مسلم من حديث عثمان بن أبي العاص.
2– إذا عاد مريضاً قال: (اللهم أذهب البأس رب الناس، اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً) ويمسح بيده عليه ويطيب خاطره.. رواه البخاري من حديث عائشة.
3– وفي العزاء يسلم ويقول: (إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيءٍ عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب) رواه البخاري من حديث أسامة.
وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاذ يعزيه في ابنه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل: سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد: فأعظم الله لك الأجر، وألهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، فإن أنفسنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا من مواهب الله عز وجل الهنية وعواريه المستودعة، نمتع بها إلى أجل معدود، ويقبضها إلى وقت معلوم، ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى، والصبر إذا ابتلى، وكان ابنك من مواهب الله الهنية وعواريه المستودعة، متَّعك به في غبطةٍ وسرور وقبضه منك بأجرٍ كثير: الصلاة والرحمة والهدى إن احتسبت، فاصبر ولا يحبط جزعك أجرك فتندم، واعلم أن الجزع لا يردُّ شيئاً ولا يدفع حزناً، وما هو نازلٌ فكأن قد، والسلام). رواه الحاكم وابن مردويه.
4– وفي صلاة الجنازة يدعو للميت بقوله: (اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر أو من عذاب النار). رواه مسلم من حديث عوف بن مالك.
5– في زيارة القبور يقول: (السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تضلنا بعدهم) رواه مسلم والنسائي وابن ماجة وابن السني.
عاشراً: صلاة التسبيح
أربع ركعات بتسليمة واحدة أو بتسليمتين، يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة ثم يسبح قائماً خمس عشرة مرة يقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) ويسبح في الركوع عشراً، وفي الرفع منه عشراً، وفي السجود عشراً، وبين السجدتين عشراً، وفي السجدة الثانية عشراً، وفي الرفع منها قبل القيام أو التشهد عشراً، فهي خمس وسبعون تسبيحة، يفعل ذلك في كل ركعة.. الحديث أخرجه أبو داود والحاكم من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
من أوراد الإخوان
بعد الورد القرآني وورد المأثورات
1– ورد الدعاء
(أستغفر الله) مائة مرة، (اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم) مائة مرة، (لا إله إلا الله مائة مرة)، الدعاء للدعوة والقائمين بها وللإخوان والنفس والأهل بعد ذلك بما تيسر من الدعوات.
ويقرأ الورد صباحاً بعد صلاة الصبح، ومساء بعد صلاة المغرب أو العشاء أو قبل النوم مع الخشوع التام، وألا يقطع ورده بكلامٍ دنيوي إلا للضرورة استكمالاً للخشوع وتأدباً في الذكر.
2– ورد الرابطة
يتلو الأخ الآية الكريمة في تدبر كامل: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ(آل عمران: 26،27).
ثم يتلو الدعاء المأثور بعد ذلك: (اللهم إن هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعائك فاغفر لي).
ثم يستحضر صورة من يعرف من إخوانه في ذهنه ويستشعر الصلة الروحية بينه وبين من لم يعرفه منهم، ثم يدعو لهم بمثل هذا الدعاء:
(اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك، والتقت على طاعتك، وتوحدت على دعوتك، وتعاهدت على نصرة شريعتك، فوثق اللهم رابطتها، وأدم ودها، واهدها سبلها، وأملأها بنورك الذي لا يخبو، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك، وجميل التوكل عليك، وأحيها بمعرفتك، وأمتها على الشهادة في سبيلك، إنك نعم المولى ونعم النصير، اللهم آمين، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم).
ووقت هذا الورد ساعة الغروب تماماً من كل ليلة.
3– ورد المحاسبة
وهو استعراض أعمال اليوم ساعة النوم، فإن وجد الأخ خيراً فليحمد الله، وإن وجد غير ذلك فليستغفر وليسأل ربه ثم يجدد التوبة وينام على أفضل العزائم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
حسن البنا
المراجع
رابطة أدباء الشام
التصانيف
قصص أدب