فيصل الزامل

* يزداد أجر المرء مع قدومه مبكراً للصلاة، هذا ما نفهمه من قيمة الصف الاول، واذا حضر شخص قبل غيره بربع الساعة مثلاً، ثم جاء المتأخر وانسل بسرعة بين الناس وسبق ذلك المبكر إلى الصف الأول لأن الآخر كبير السن أو أنه ليس بسرعة هذا المتأخر، فلا يعني ذلك أن الصف الأول قد صار من نصيب هذا المتأخر حتى وان وقف "قدام"، ارجع إلى الترتيب الذي جاء في حديث التبكير لصلاة الجمعة، والذي جاء في خاتمته "... فإذا صعد الإمام إلى المنبر أغلقت الملائكة السجلات".

* تتفاوت مساحة المساجد، فقد يكون الصف الأول في مسجد كبيراً جداً يعادل عشرة صفوف في آخر صغير، فهل "المبكر" في المسجد الصغير ممن صلى في الصف الثالث أقل أجراً من "متأخر" صلى في الصف الأول في مسجد كبير؟ العبرة في التبكير.

* الدخول إلى المسجد بهدوء سنة نبوية: "اذا أتيتم إلى الصلاة فأتوها وعليكم السكينة والوقار، فما أدركتم فصلوا وما سبقكم فأتموا" وهذا يقتضي سلوكاً هادئاً.

* "حاذوا بين المناكب والأقدام" تفهم على أن للجسم عرضاً يقاس بعرض الكتفين – المنكبين- فإذا وقف المرء للصلاة بطريقة خاطئة، كأن يجعل عرض المسافة بين قدميه أكبر من عرض منكبيه حتى يكاد توازنه أن يختل، فهو لم يحقق "حاذوا بين المناكب والأقدام"، الوقوف السليم هو بمحاذاة عرض الاثنين معاً "المناكب والاقدام"، وما يفعله البعض من زيادة المسافة بين قدميه كي يصل إلى جاره يخرج عن الوقوف السليم وربما حمله ألم الوقوف الخطأ، علماً بأن الحرص على الصف الأول مندوب، وخاصة لسد الثغرات وتسوية الصفوف.

* تطبيق الحديث الشريف "... واسجد حتى تطمئن ساجداً واركع حتى تطمئن راكعاً" يتحقق إذا رفع المصلي رأسه من السجود وجلس بين السجدتين بغير أن يستعجل العودة إلى السجود، وليدع عظام جسمه تستقر حتى يأخذ كل منها مكانه، ثم يستجمعها للحركة الثانية، ومثل ذلك إذا رفع من الركوع أيضاً يترك لعظام بدنه أن تستقر في وضع القيام قبل أن يهم بالنزول، وهكذا في كل حركة، فذاك هو المقياس الملموس لعبارة "حتى تطمئن جالساً".

* الوصف القرآني الكريم (والذين هم على صلاتهم دائمون) يختلف عن (والذين هم على صلاتهم يحافظون) في سورة المعارج، فالثاني يعني المحافظة على أدائها في أوقاتها، أما الأول فيتعلق بالإقبال على الله عز وجل أثناء الصلاة، فهم في صلاتهم مستغرقون، لا تشرد أذهانهم في كل مكان فلا يحضر من المصلي إلا جسمه، ولهؤلاء كانت الجائزة (أؤلئك في جنات مكرمون)، هذا في الآخرة، وأما في الدنيا فهي تعينه على النوائب (واستعينوا بالصبر والصلاة) فتبددها وترفع المؤمن من حال الضعف إلى القوة والمنعة، بحول الله وقوته سبحانه وتعالى.

تقبل الله منا ومنكم صالح العمل، ولا حرمنا دعاءكم المبارك في هذه الأيام المباركة.

كلمة أخيرة:

في عدد قليل من المساجد تعاون أهل المسجد على إقامة مشروع خيري في كل رمضان في مكان ما في العالم الاسلامي، ما أدى إلى تحويل العلاقة بين رواد المسجد من روتينية، بالكاد يعرف بعضهم بعضاً إلا (بومحمد، بوصالح) إلى علاقة عمل مشترك للآخرة، يتابعون تطوير المسجد أو بيت الأيتام أو المشروع الوقفي الذي يدر على مصارف التعليم والعلاج في البوسنة أو رواندا أو طاجيكستان أو اليمن، ويكون المتكفل بتنفيذ هذا المشروع أو ذاك مسؤولاً بشكل مباشر أمامهم، يزودهم بالمعلومات من حين لآخر، حتى ازداد العدد والحجم.

               


المراجع

odabasham.net

التصانيف

قصص  أدب  مجتمع