المستشار خالد شبيب
مدير المعهد العالي للقضاء
لاحقت النيابة العامة في كندا رجلا
عجوزا بسرقة رغيف خبز ..
مثل الرجل العجوز أمام المحكمة،
واعترف بفعلته ولم يحاول أن ينكرها...
لكنه قال : كنت أتضور جوعاً ، حتى
كدت أن أموت...
فال القاضي قال له :"أنت تعرف أنك
سارق وسوف أحكم عليك بدفع 10$ ...
وأعرف أنك لا تملكها ولو ملكتها لما
سرقت رغيف الخبز، لكنه حكم القانون و سأدفعها عنك"
صمت جميع الحضور في تلك اللحظة ،
وشاهدوا القاضي يخرج 10 دولارات من جيبه ويطلب أن تودع في الخزينة كبدل حكم هذا
العجوز.
ثم وقف فنظر إلى الحاضرين وقال :
"محكوم عليكم جميعاً بدفع 10 دولارات
، لانكم تعيشون في بلدة يضطر فيها الفقير إلى سرقة رغيف خبز".
في تلك الجلسة تم جمع 480 دولاراً
ومنحها القاضي للرجل العجوز.
نعم ... قاض كندي ينقصه الاسلام !!
و لكن كم يذكرنا ذلك بقول عمر رضي
الله عنه لقاضي القضاة الأشعث بن قيس :
يا اشعث ماذا تفعل اذا جاءك سارق
جائع ؟؟؟
قال الأشعث بعد صمت طويل :
اقطع يده.. فقال له عمر والله لو
جائني سارق قطعت يده فإن عمرا سوف يقطع يدك. .
يا هذا ..إن الله خلق الأيدي لتعمل في
الطاعة. ..فإن لم تجده في الطاعة التمسته في المعصية
و قال صلى الله عليه وسلم:
" ليس منا من نام شبعان وجاره جائع
وهو يعلم "
و هذا حديث رواه الطبراني في الكبير
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع
إلى جنبه وهو يعلم به.".
رواه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس
قال
وصححه الذهبي في التلخيص، والألباني
في صحيح الأدب المفرد.
وعلى ذلك فالحديث صحيح.
ومعناه كما قال العلماء: ليس المؤمن
بالذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم،
لإخلاله بما توجب عليه في الشريعة من
حق الجوار، ذلك، لأنه يدل على قسوة قلبه وكثرة شحه وسقوط مروءته ودناءة طبعه، وخسته
ونذالته. . وجبنه. ..لان الشح مرتبط به. .
تذكرت قول الشيخ الشعراوي رحمه الله:
"إذا رأيت فقيراً في بلاد المسلمين فاعلم أن هناك غنياً سرق ماله"!!
