مقدمة : -
وقائع يشهدها التاريخ . فيها جميل وفيها غريب وفيها أكثر من ذلك .
وفي السطور الأتيه ملخص لمشاهداتي في رحلتي للعمل بأنجولا عام 2011 . منها :
ما قبل السفر :
كانت البداية هي انطلاقة عفوية مني للسفر للعمل بالخارج . توكلت على الله في هذا الأمر فكان الله تعالى بعوني فيه ، ظهرت لي دون مقدمات سفرة للعمل بأنجولا وأنا من قبل ما سمعت عنها ولا علمت عنها إلا القليل بل أقل القليل فهي دولة أفريقية قريبة من جنوب أفريقيا وهي بلاد فقيرة ، دينها المسيحية ، أما مواردها فلم أكن أعلم عنها شيئا .
ولكني استخرت الله تعالى في سفرتي هذه فكان القبول فيها واستعددت للسفر بعد ما وقعت على عقد العمل لدى إحدى الشركات اللبنانية الشهيرة .
وانتظرت تذكرة السفر الخاصة بي ولكن الفيزا تأخرت قبل أن تأتي الأوراق من دولة أنجولا .
وأخذ الوقت يجري سريعا حتى كانت المفاجأة السارة الجميلة وهي قيام أعظم ثورة شهدها التاريخ المصري بأكلمه . كنا بفضل الله تعالى يوم 25 يناير في ميدان التحرير ، وكان الثوار وقتها عددا غير قليل ، والحمد لله تعالى قمت بتصوير بعض المشاهد الخاصة والتي تحمل أغلى لحظات من تاريخ حياتي . لم أحس وقتها أنني وحيد بل ــ ولأول مرة ــ يتم الإحساس لدي أنني في أمان شديد . تلاحمنا وتجمعنا وكانت الأيادي تتشابك في أخوة غامرة بصورة عفوية ، وضعت يدي في يد أحد الإخوة المسيحيين . فأدركت أنها إرادة الله أن نكون شعبا واحدا على اختلاف أديانه ومذاهبه .
وقادني فكري إلى الإيمان بأننا على حق ... ، ولما نودي لصلاة العصر رأيت الناس في أماكنهم يصلون في خشوع عجيب ، وأنا واحد منهم .
وأمنت إيمانا راسخا ــ وأنا مستغرق في صلاتي ــ أن الحق سينتصر بإذن الله تعالى . فالبقاء للأصلح والله سبحانه وتعالى قد قال في محكم كتابه " .... وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ " الروم (47) .
والكثير الكثير حدث في هذا اليوم الجميل من روائع تاريخية ... وقائع لها أثرها الجميل الرائع في حياة المصريين ، لم يكن للوقت عندي حساب مع أنني كنت قد عزمت على السفر إلى بلدتي طنطا بمحافظة الغربية . ولم أتمكن من التوجه للسفر إلا بعد المغرب .
وفي اليوم التالي كان الثوار يبيتون يومهم الأول في ميدان التحرير وأنا في طريقي للعودة إلى بيتي بالقاهرة بعد أن قضيت وقتا ممتعا مع والدي ووالدتي وأشقائي ، وحدثتهم عما كان في ميدان التحرير ، ففرحوا وتمنوا على الله تعالى أن يتم نجاح ثورة الحق .
وعدت إلى ميدان التحرير من جديد لأكون مع الثوار .
وفي السابع والعشرين كان العدد في ميدان التحرير في زيادة مطردة ، وتطور عظيم ، فكان المطلب الأساسي للثوار من ميدان التحرير هو إسقاط نظام مبارك الظالم.
وكانت " جمعة الغضب " هو اسم اليوم الرابع للثورة المباركه ، وكان الطلب لهذا اليوم هو رحيل مبارك ونظامه .
وحدث مالم يكن في الظن : إذ خطب مبارك بكلمات مؤداها : " سوف أظل حاكما لوطني مصر " . وكأن مصر تكية أو عزبة ورثها عن آبائه وأجداده .
وازدادت فورة الغضب مع أن مبارك أحدث تغيرا في بعض الوزراء ، وعين نائبا لرئيس الجمهورية . وكل هؤلاء رفضهم الشعب رفضا حاسما .
وبدأ اغتيال الثوار بالرصاص الذي كان ينطلق من أماكن مجهولة فسقط مئات من الشهداء .
وبدأ بلطجية النظام المباركي في إرهاب المواطنين بالسلاح الأبيض والأسود ضد الأبرياء . ودارت عمليات التخريب والنهب والسلب وحرق البيوت والمحلات .
ولكن الله كان أقوى من هؤلاء جميعا . وجاء الحق وزهق الباطل وتنحى مبارك ونظامه الفاسد ، ورأينا آيات وآيات من قدرة الله .
وللحديث بقية بعنوان وغادرت البلاد .
المراجع
odabasham.net
التصانيف
قصص أدب مجتمع قصة