عصر الأربعاء السابع من تشرين الثاني كنت أصل مطار دبي الدولي، مدعوا لحضور معرض الشارقة الدولي، هي المرة الأولى في حياتي التي أزور بها دولة الامارات المتحدة، ومن خلال الأصدقاء كنت أسمع االكثير عن الشارقة وجمالياتها، وفي لحظة وصولنا المطار حيث ترافقنا الشاعر جهاد أبو حشيش مدير دار فضاءات الرحلة، وكان المفترض أن ترافقني الرحلة أيضا زوجتي ختام، لكن خلل فني مفاجئ أجل سفرها لليوم التالي الخميس.

 

كان بانتظارنا في المطار الروائي السوداني الرائع صديقي أسامة رقيعة، الذي كان قد تولى ترتيبات الدعوة والزيارة بالكامل، فهذا الرائع أدبا وخلقا صديق متميز بروحه وحروفه، اضافة لابتسامته المشرقة دوما وعشقه لكل جميل،  ليأخذنا من المطار لنتجه الى بيت أبنائي وأصدقائي الرائعين الروائي عبد الله مكسور والباحثة رفقة شقور، فهمست لأسامة: الشارقة تعنى الشمس المشرقة عبر تسميتها التاريخية.
 
لكني أعتقد أن من أطلقوا هذا الاسم عليها كانوا يستشرفون المستقبل وتوقعوا وجودك فيها مع ابتسامتك المشرقة.
من مطار دبي الى الشارقة حيث بيت مضيفيني عبد الله ورفقة، وبعد أن احتسينا القهوة استأذن أسامة وجهاد بالذهاب، فتغدينا وارتحت قليلا قبل أن نذهب لمعرض الشارقة الدولي للكتاب سويا، ومن شرفة البيت على الطابق الخامس عشر، كنت انظر للمشهد أمامي، فكانت هذه اللقطات الثمانية الأولى من رحلتي للإمارات ستليها صور عديدة للمعرض والزيارة.
 
الشارقة تعنى الشمس المشرقة وحسبما سمعت  أن اصل الاسم يعود لمرحلة تاريخية في مرحلة ما قبل الديانات السماوية، حين كانت تعبد الآلهة الوضعية فكان اسم أحد الآلهة (شارجة)، ويرجع تاريخها إلى ما يزيد عن خمسة الآف سنة، وهناك خريطة رسمها الجغرافي اليوناني بطليموس في بدايات القرن الثاني قبل الميلاد، وفيها اشارات لاستيطان أحد القبائل فيها، وفي عام 1490 ذكرت الشارقة في سجلات البحار الشهير أحمد بن ماجد حيث أبحر في مياه الخليج العربي.

 

للشارقة حديث آخر وجمال سيكون مجال لمقالاتي القادمة بعد استكمال تجوالي فيها، آملا أن يتاح لي ذلك رغم انشغالي في معرض الكتاب.

 

بقلم: زياد جيوسي.

 

المراجع

deyaralnagab.com

التصانيف

قصص  أدب   الآداب