لا تَثوري أمَّتي ..
فربّما إنْ ثُرتِ كالإعصارِ ..
يَغرقْ البَحْرُ ، في البَحْرِ ..
أو تَقُمْ القِيامَةُ ..
أو تَقَعْ من الأعَالي السَّمَاء !..
وربّما إنْ رفَضْتِ القهرَ ..
أو كُنتِ إعصاراً .. فربّما ..
كَفَّروكِ بِكُلِّ الأنبياء !..
* * *
لا تَثوري كما الرِّيحُ ، فربّما ..
اهتزَّ وَقارُكِ ..
وانزعَجَتْ أشْرِعَةُ القُرصَانِ ..
وتَـغَبَّـرَ بالغَضَبِ الحِذاء !..
أو ربّما افتقدتِ يا أمّةَ الصَّمتِ ..
بَعضاً من كِبرِيَاء !..
* * *
لا تَهُبِّي .. قد يُقالُ :
تنازَلَتْ أمَّةُ العُرْبَانِ ..
عن قليلٍ من حَيَاء !..
أو يُقالُ :
أمَّةُ الصَّمْتِ تُمَارِسُ ..
بَعضاً من وَفَاء !..
لا تَغضبي بوجهِ اللُّصُوصِ ..
فغضبةُ الحُرِّ ..
سَبيلٌ للشَّقاء !..
* * *
لا تَثوري .. فاحتمالٌ ..
إن فَعَلْتِ ..
أنْ تَصحوَ بعضُ النُّجومِ ..
أو يَسقُطَ نَيْزَكٌ أو كَوْكَبٌ ..
وقتَ المَسَاء !..
* * *
لا تَهُبِّي .. فالأعاصيرُ هُنا ..
تَخْضَعُ كُلُّها ..
لقوانينِ بَيْعٍ أو شِرَاء !..
كُلُّها في هذا الزَّمَنِ هَبَاء !..
* * *
لا تُجـيـبِي دعوةَ الدَّاعي ..
أو صَرخَةَ الـمُسْتَغِيثينَ ..
أو للمُسْتَغِيثاتِ رَجَاء !..
لا تُجـيـبِي .. إنْ فَعَلْتِ ..
فيا لَهَا من جِنايةٍ :
خَرَقَتْ أمَّةُ العُرْبِ ..
قوانينَ الوَلاء !..
* * *
لا تَفيقي .. وحَذارِ أن تَفيقي ..
فالعَقْلُ للحُرِّ .. شَرٌّ وبَلاء !..
ومَواثيقُ الصَّيفِ ..
يُلغيها الشِّتاء !..
لا تَنتَخي .. وحَسْبُكِ أنَّ الضَّحَايا ..
من زُمرةِ الأبْرِيَاء !..
* * *
لا تَنهَضي أمَّةَ المِليارَيْنِ ..
وَحَذارِ النُّهوضَ ..
فربّما تَخِرُّ الجبالُ ..
أو يَسقُطُ قُرْصُ الشَّمسِ ..
أو يشكو القمرُ ..
انقطاعَ الكَهْرُبَاء !..
* * *
لا تكوني كما الأعَاصيرُ .. سيُقالُ :
فَتَكَتْ أمَّةُ الإرهَابِ ..
بأشرعَةِ المُرتَزَقَةِ ..
واللُّصُوصِ اللُّقَطَاء !..
ويُقالُ :
ما هذا الهُرَاء ؟!..
* * *
لا تَهُبِّي .. فَمِنَ الحُنْكَةِ ..
والشَّطارةِ .. والحِكْمَةِ :
أنْ تَنامي كالسَّرابِ ..
وتَعيشي كالضَّبابِ ..
وتُصَفِّقي للخَرابِ ..
فهذا يُسَمَّى : دَهَاء !..
* * *
لا تَنهضي كما الإعصارُ ..
بوجْهِ أحفادِ هولاكو وقَيْصَر ..
فتلكَ جريمةٌ ..
في قوانينِ الإبَاء !..
* * *
لا تَثوري .. واقْتُلِي المروءةَ ..
والكرامَةَ ..
واذْبَحِي النَّخوةَ ..
والأمَلَ الكبيرَ ..
واغتالي الضِّياء !..
اذْبَحِي كلَّ رُجولَةٍ ..
وانتفاضَةٍ .. أو هَبَّةٍ ..
واغْتَسِلي بالدِّمَاء !..
* * *
أيها الإعصارُ : تقدَّمْ ..
أيها البحرُ : تَجَهَّمْ ..
أيها المَوْجُ : أغرِقْ جَهَنَّمْ ..
فَسَفِينُ القُرصَانِ ..
فَرْضٌ عَلَيْنا أن يتحَطَّمْ ..
* * *
عَلَّ فِكراً يَتَنَزَّلُ ..
عَلَّ وَعْياً يجتاحُكِ أمَّتي ..
عَلَّ صَوتَ الضميرِ يُجَلْجِلُ ..
عَلَّ ذِكرى (عَيْنِ جَالوتٍ) ..
أو (حِطّين) ..
أو (ذي قارٍ) ..
تَهُزُّ العُقُولَ ..
تُخَلْخِلُ ..
عَلَّهَا وعَسَاها أمَّتي ..
كالأعاصيرِ تَثورُ ..
فَتُمَزِّقُ أشْرِعَةَ الأشْقِيَاء !..
لَعَلَّ أمّةَ الإسْلامِ ..
عَسَاها ..
تَسْتَجيبُ لهذا النِّدَاء !..
* * *
عنوان القصيدة: إلى مَتَى يا أمَّةَ الصَّمْت ؟!..
بقلم د. محمد بسام يوسف
المراجع
pulpit.alwatanvoice.com
التصانيف
شعر الآداب