نشر موقع إسلام اون لاين في 13 سبتمبر 2004 تحت عنوان "حقوق التصويت عرقل انضمام تركيا للأوربي" خبرا جاء في ثناياه أن بولكشتاين مفوض التسويق الداخلي بالاتحاد الأوربي حذر من "أسلمة" أوربا إذا انضمت تركيا للاتحاد، معتبرا أن عضويتها تمثل خيانة لانتصار المسيحية على العثمانيين على أبواب فيينا عام 1683م.
ويمكننا أن نعلق على هذا التحذير بما يلي:
إن بعض أهل الغرب لا يزالون ينظرون إلى الإسلام على أنه خطر تجب اليقظة والتخطيط بعيد المدى لمنع انشاره، وهؤلاء إما أن يكونوا أمثال من قال: (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم لمهتدون) أو أمثال من قال: (إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى)، أو أنهم ممن صدهم عن الإسلام سوء الصورة التي يقدمها المسلمون عن دينهم أفرادا وجماعات ودولا.إن انتشار الإسلام في الدنيا له أكثر من طريقة فمنها معارك الفتوحات كحطين والقادسية واليرموك، ومعارك العثمانيين في أوربا التي كان منها معركة عام 1683 على أبواب فيينا. ومنها طريقة انتشاره سلميا في جنوب شرق آسيا كاندونيسيا بالدعوة والمعاملة الحسنة، ولكل طريقة ظروفها ومسوغاتها الشرعية والواقعية.وإذا كانت طريقة الفتوحات تحتاج الى شرح وتفصيل في مسوغاتها لوجود شبهة استخدام القوة، فليس هناك ما يخيف من الطريقة الثانية التي تعتمد على البلاغ المبين والكلمة الطيبة والقدوة الصالحة، ومع ذلك نجد أن السيد بولكشتاين قد حذر من "أسلمة" أوربا إذا انضمت تركيا للاتحاد الأوربي دون أن يكون هناك شبهة سيف أو ترس !!!تركيا هذه التي ينظر إليها البعض على أنها دولة مارقة عن الإسلام والتي لا يستطيع رئيس وزراءها أن يرسل ابنته المحجبة إلى مدارس الحكومة لأنهم سيخلعون عنها حجابها بسلطة القانون، تركيا التي مسخ اتاتورك وجهها الإسلامي وحولها الى شعب أمي في يوم وليلة عندما ألغى الأحرف العربية وفرض الأحرف اللاتينية. تركيا هذه التي يهاجر أفرادها إلى ألمانيا شبابا ويدركهم الموت فيها ولم يتعلموا بعد جملة صحيحة من اللغة الألمانية، هذا الشعب البسيط المنغلق على نفسه يفزع منه بعض الغربيين من أن يكونوا سببا لانتشار الإسلام ... فكيف بنا إن وضعنا ثروات الخليج على علوم المصريين على تجارة الشاميين على مهارة الماليزيين على تكنولوجيا الباكستانيين .... لنخرج للناس دولة تكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله ...لقد بلغت الإنسانية مرحلة النضج ودخلت عالم التواصل وأوشك الناس ان يدخلوا في دين الله أفواجا لايمنعهم من ذلك إلا الجهل بالإسلام وسوء القدوة من المسلمين، لقد كان دين الله قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أصبح كالبناء الكامل الذي تنقصه لبنة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكمل البناء وليبلغ الناس قرآنا يقول: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، لقد كان الناس بحاجة إلى قدوة من البشر ليكون نموذجا لهم في حياتهم، فجاءت الآية الكريمة (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) جاءت لتحدد أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو قدوة البشر. واليوم ... وبتقارب الناس وبنضج إنسانيتهم وبتداخل ثقافاتهم أصبحت الحاجة ملحة لظهور دولة إسلامية رائدة تقوم بدور الدعوة إلى الله عز وجل بين الأمم كما يقوم النبي بالدعوة بين البشر، تبلغ الدعوة وتشرح الرسالة وتقدم دولة الإسلام كقدوة صالحة لباقي الأمم. هذه الدولة يجب أن تكون قائمة على المساواة والعدل فلا محاباة ولا ظلم فيها، قائمة على العزة والحرية فلا عبيد فيها، قائمة على العمل والإنتاج فلا كسل ولا تخلف فيها ... وهنا يأتي سؤال من الذي سيشيد هذه الدولة؟ الحكام أم الأفراد والجواب هو أننا نحتاج إلى كليهما معا، فكما تكونوا يول عليكم، وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
المراجع
asharqalarabi.org.uk
التصانيف
شعر شعراء أدب