أنا القط لطيف أليف، مغرم باللعب و اللهو، مخلص لكل الناس، أتميز عن غيري بمهارة فائقة في صيد فرائسي .اقترب من الفريسة في هدوء على أقدامي المبطّنة، و أنتظر حتى تقترب الفريسة مني فأنقض عليها فجأة
و أنت أيها الفأر ؟
أنا الفأر الصغير خفيف و ضعيف، انتمي لعائلة القوارض، و لكني ذكي، أحن للعيش بالقرب من بيئة البشر، حيوان نباتي و لكني عمليا التهم كل شيء أخشاب، أوراق، لحوم، سمك، أكلتي المفضلة قطعة من الجبن، كما احب أكل العشب و الحبوب و الثمار و سعادتي لا توصف عندما أكون سببا في إتلاف المحاصيل الزراعية. أعيش حوالي ثلاث سنوات لكني اعتبرك أيها القط من ألد أعدائي فأنت تنغص حياتي بسبب مطاردتك لي دائما و كأن بيننا ثأر قديم
رد عليه القط قائلا : صحيح ما ذكرته أيها الفأر خفيف، أنت تعرف جيدا أنني حيوان مخلص، لكن عندما تضر غيري أنقض عليك و ألتهمك
قال الفأر : مهلا، يا سيدي القط ورفقا بي ، فأنا احبك و لن أعاديك
رد عليه القط : أنا أيضا أحبك، لكن بقيت العداوة بيننا من زمان و أحاول دائما النسيان، لكن هذه المرة أنا جوعان
خاف الفأر و ارتبك، وقد امسك به القط
فرد عليه الفأر قائلا : اعرف أنك جائع، و لكن إذا أكلتني فقد لا تشبع، و كما ترى حجمي صغير
قال القط : لا عليك أنا عندما أجوع آكل كل شيء، لأني قط أعيش في البرية و أعشق الحرية و أحب أكل الفئران
رد عليه الفأر: عجبا ، يا لك من قط صريح منذ اللحظة قلت لي أنك تعشق الحرية ، إذن فلماذا تريد أن تسلب حريتي ؟
قال القط : هههه ولكنك أيها الفأر أنت من لم تراعي حرية غيرك بسبب الأضرار الذي ألحقتها بهم ، لذا وجب معاقبتك حتى يستريح الناس من مضارك
بكى الفأر و قال سامحني هذه المرة أيها القط و أعدك من الآن أن لا اضر أحدا
رد عليه القط قائلا : أنت تستبلهني وتريد أن أصدقك، انه مجرد كلام أجوف ولقد صدمت منكم معشر الفئران
ظل القط ماسك بالفأر ، وفهم انه هذه المرة مصمم على إيذائه، فقرر استعمال حيلة كي يفك سراحه قبل أن يأكله.
فكر قليلا ثم قال :: لدي فكرة ، قد تعجبك ؟
قال القط: و ماهي؟
رد عليه الفأر قائلا : أنا اعتبرك صديقي و لي لك أكلة أعرف أنك تحبذها كثيرا. ما رأيك ؟
قال القط : و ماهي
قال الفأر : لو تقبل شرطي
قال القط : و ما شرطك؟:
قال الفأر : أن تفك عني أولا
قال : و إن لم اقبل شرطك
قال الفأر : ستندم
رد عليه القط: ولماذا أندم وأنا سألتهمك الآن
قال الفأر: إذن هيا ابدأ الآن والتهمني، فان أكلتني ستموت بعد يومين
فكر القط قليلا ثم قال له : حسنا، قبلت شرطك
رد عليه الفأر قائلا: إذن، هيا فك عني واتبعني ففي داخل هذ ا الجحر سمكة طازجة كبيرة في انتظارك.
فك القط لطيف عنه، ودخل الفأر خفيف الجحر، بينما لم يتمكن القط لطيف ،لأن حجم جسمه أكبر من حجم الفأر و بقي في الداخل يضحك و يقهقه و يقول له : أنا الفأر الذكي أنا الفأر خفيف، أنقذت بحيلة حياتي، كم أنت يا قط ظريف، أيها القط لطيف، أنا الفأر الذكي، أنا الفأر خفيف
وهكذا يا أصدقائي الصغار، يتمكن الفأر خفيف من إنقاذ حياته باستعمال حيلة من حيله والقط لطيف الذي أغراه الطمع، قد أخلى سبيل هذا الفأر اللعين الذي استطاع أن يفربجلده إلى جحره بسرعة مذهلة، بينما لم يتمكن القط من دخول الجحر بسبب حجمه و شعر بالهزيمة وتسلق جدار وأخذ ت حالته تسوء وهو يموء في حزن بالغ. وطابا طابا عام الجاي تجينا صابا.
المراجع
odabasham.net
التصانيف
ادب قصص مجتمع قصة