كان الطفل علاء  يحب شجرة الحديقة في منزل أبويه، فتراه يلعب تحت أغصانها ويمرح وفي كل صباح يسقيها ماء حتى ترتوي ويقطف ثمارها  الحلوة اللذيذة ويقدم منها لأصدقائه.
ذات يوم قرر والده عامر  اقتلاعها، ليبيع أغصانها، فغضب الطفل وحزن حزنا شديدا على شجرته التي أحبها من زمان.
إن تصرف والده، أربك الطفل علاء وجعله لا يعرف كيف  يبدأ النقاش معه، خاصة وأن الله عز وجل أوصى بالوالدين إحسانا فقال في نفسه : قد يغضب أبي عني فأخسر كل شيء
فكر في الموضوع  أياما ثم انتظر مجيء أبيه وقرر أن يناقشه في الوقت المناسب. تقدم نحوه وقال: أبي، لماذا تريد اقتلاع شجرة الحديقة ؟
رد عليه والده قائلا: هذه الشجرة بدأت تهرم ويجب اقتلاعها من جذورها وبيع أغصانها  مقابل مبلغ مالي.
قال الطفل علاء: مسكينة شجرتي، إنها ستتألم  عندما تقلعها
ضحك الأب من كلام ابنه وقال: هههههه  تتألم ...ومن قال لك إنها ستتألم 
رد عليه ابنه: ألا ترى أن تصرف كهذا  يؤلمني أنا شخصيا
قال: ولماذا تتألم عنها ؟
رد الابن قائلا: لأنها صديقتي فما ذنبها ؟
 حزن الطفل وذهب للشجرة ليواسيها وقال لها: أيتها الشجرة الحبيبة، اصبري فان الصبر مفتاح الفرج
ردت عليه الشجرة قائلة: إني صابرة، ولكن والدك يريد إيذائي وقطع أغصاني فكيف  لا أحزن يا صديقي علاء وحياتي مهددة بالفناء
أصبح الطفل  قلقا على صديقته الشجرة وعلى مصيرها فقرر منع والده من اقتلاعها مهما كلفه ذلك من متاعب
مرت الأيام فلاحظ الأب إن ابنه لم يعد كعادته فسأله: ما بك حزينا هكذا، لم تعد تأكل وتشرب؟
رد عليه: إني فعلا حزين فأنت يا أبي تريد اقتلاع  شجرتي التي أحبها كثيرا
قال الأب: لقد سبق وإن قلت أني أريد بيع أغصانها لأني بحاجة إلى مال
رد عليه الطفل : و ماذا بعد أن تبيع أغصانها ؟ و تقبض المال ؟ ماذا بعد؟
قال : لا شيء
رد عليه الطفل : هل ستبقى الشجرة حية ترزق ؟
قال : لا
رد الطفل : إذن،  ما فائدة ذلك يا أبي ؟
قال : المال
رد الطفل : و ماذا بعد المال ؟
قال : لا شيء
رد الطفل : اسمع يا أبي  ، احترم رغبتك و لكن عليك أن تعرف أن المال يفنى ، سواء بعت أغصانها أو لم تبع، أما الشجرة فهي باقية و في كل عام نستفيد منها  ، تعطينا ثمارا و يمكنك بيع ثمارها لتحصل على المال الوفير  فأرجو أن تعدل عن فكرة اقتلاعها  و تركها تعيش في سلام  لأنها تمنحنا السلام و الطمأنينة و الحياة
فكر الأب قليلا ثم قال لابنه علاء : إني أخطأت في حقها ، فأرجو منها أن تعفو عني و تسامحني ...
رد الطفل على ما قاله أبيه : أفهم من كلامك أنك غيرت موقفك منها
قال : نعم  سوف لن أؤذيها يا بني
مشى علاء فرحا مسرورا ليبشر الشجرة  و قال لها :  أيتها الشجرة الصديقة  عيشي بسلام فلقد عدل أبي عن فكرة اقتلاعك
تحركت الشجرة فرحة  و قالت لعلاء : شكرا لك يا صديقي ، فلولاك لكنت ميتة و كومة  حطب لا قيمة لي
رد عليها الطفل مبتهجا : الحمد لله ،  ألم أقل لك  أن الصبر جميل  و أن الله مع الصابرين
و هكذا يا أصدقائي الصغار تنتهي قصتنا التي نستنتج منها معان  و عبر و لا تنسوا أن قيمة الصبر أهم في الحياة من المال و كنوز الدنيا .
 

المراجع

odabasham.net

التصانيف

ادب  قصص  مجتمع   الآداب   قصة