القنفذة

القنفذة هي واحدة من أكبر محافظات منطقة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية وتدعى غادة الجنوب وتشرف غرباً على ساحل البحر الأحمر ويمر بها الطريق الساحلي الدولي جدة -جيزان، وتبعد عن مدينة مكة المكرمة 287 كم جنوباً، وتبعد عن جدة 334 كم.

التاريخ

تاسست مدينة القنفذة في بداية القرن الثامن الهجري وبالتدقيق في عام 709هـ وفقا للمصادر التاريخية ، ومنذ أقدم العصور كان الشريط الساحلي الشرقي الموازي للبحر الأحمر من الطرق البرية المشهورة التي ترتاده قوافل التجارة البرية من اليمن إلى الشام وبالعكس محملة بأصناف التجارة العالمية، واتى في بعض المصادر القديمة حتى محطة تسمى القناة قد تكون القنفذة قامت مكانها أوقريباً منها لأن مسقطها نفس مسقط القنفذة حيث يذكر الهمداني في كتابة صفة جزيرة العرب حتى القناة من المحطات الرئيسية التي يمر بها حجاج صنعاء وأنها ملتقى مياه وادي قنونا أحد أودية السراة الذي تصب مياهه في البحر الأحمر على شواطئ القنفذة ولم يظهر اسم القنفذة في الكتابات التاريخية إلا مع بداية القرن التاسع الهجري بعد انقراض سلطنة آل يعقوب من بني حرام من قبيلة كنانة في حلي.

وفي القرن الثالث عشر كانت منطلقاً لحملات محمد علي باشا الحربية على عسير كما أنها كانت ميداناً لتطاحن القوى المتصارعة من العثمانيين والإيطاليين ولا تزال هناك شواهد من السفن الحربية غارقة في مياه البحر الأحمر جنوبي القنفذة من جراء قصف البوارج الإيطالية، كما أنها كانت قاعدة لحملات العثمانيين وحلفائهم الأشراف على عسير وقد سميت سابقا بـ(البندر) من قبل العثمانيين والتي تعني (السوق) باللغة الهجرية.

وعندما دخلت القوات السعودية مدينة جده انتهي حكم الأشراف في هذه المدينة حيث خط الملك عبد العزيز إلى الأمير ابن عسكر أمير أبها بأن يرسل هيئة إلى القنفذة لاستلامها وتعميد الشريف عبد الله بن حمزة بمغادرتها وتوجهت الهيئة إلى القنفذة ولم تلق أي مقاومة حيث سلم الشريف بالأمر الواقع واستقبل الهيئة استقبالاً حسناً وسلم جميع ما بعهدته من الأمور الحكومية وسافر في غرة ربيع الثاني 1343هـ وعين محمد ابن عجاج أميراً على القنفذة وهجري بن محمد ابن ماضي وكيلاً للمالية. كما حتى ميناء القنفذة كان من الموانئ المهمة على ساحل البحر الأحمر حيث ساهم في استقبال السفن الكبيرة المحملة بحاصلات اليمن والشام.

وعن كيفية تم تصدير حاصلات هذه البلاد الوفيرة إلى خارج المنطقة ومدنها المجاورة مثل جده ومكة المكرمة كما حتى هذا الميناء من الموانئ التي كانت ترتاده السفن اليونانية والرومانية للحصول على المضى الذي يوجد في هذه (المنطقة) على بعد 75 كيلاً غرب مرسى حلي وقد نشط ميناؤها بحكم مسقطه الإستراتيجي ولعب دوراً كبيراً في إثراء الحياة التجارية والتموينية لبعض مدن تهامة وخاصة مكة المكرمة قبل الفتح السعودي لمدينة جده حيث استمرت قوافل التجارة والحج منها إلى مكة المكرمة وقوافل التجارة البحرية حتى بعد استيلاء القوات السعودية على جده، وكان ميناؤها يستقبل حجاج جنوب الجزيرة العربية وحجاج جنوب شرقي آسيا وخاصة حجاج الهند.

 


المراجع

kachaf.com

التصانيف

مدن   الجغرافيا   مدن عربية   العلوم الاجتماعية