عبد العزيز عودة الى اين .... ؟
بقلم: عمار محمود قديح
بكالوريوس علوم سياسية
تخصص العلوم السياسية
يعتبر عام 1980 التاريخ الرسمي لتأسيس حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين. ان مؤسسي هذه الحركة هما شابان من قطاع غزة: فتحي الشقاقي وعبد العزيز عودة.
جاءت اسرة فتحي الشقاقي، الذي يعتبر من اهم مفكري الحركة، من قرية زرنوقة في قضاء الرملة في فلسطين. وفي عام 1948 هاجرت اسرة الشقاقي الى القطاع حيث اقامت في مخيم رفح للاجئين. واسرة الشقاقي هي اسرة فقيرة حيث يعمل الاب عاملا.
درس فتحي الشقاقي في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية وتخرج من دائرة الرياضيات وعمل في التدريس. واثناء عمله درس مرة اخرى للشهادة الثانوية حيث التحق بكلية الطب في جامعة الزقازيق وعاد ليعمل طبيبا في مستشفى المطلع بالقدس. وبعد ذلك عاد ليعمل طبيبا في قطاع غزة. واثناء دراسته الجامعية في مصر اعتقل الشقاقي مرتين في عام 1979. كما سجن في غزة عام 1983 لمدة 11 شهرا. ثم سجن مرة اخرى عام 1986 وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 4 سنوات،
و 5 سنوات اخرى مع وقف التنفيذ بتهمة التحريض ضد الاحتلال الاسرائيلي ونقل الاسلحة الى القطاع والانتماء الى حركة الجهاد الاسلامي. وقبيل انقضاء فترة سجنه قامت السلطات الاسرائيلية بابعاده من السجن مباشرة الى خارج فلسطين المحتلة بتاريخ 1 اغسطس (آب) عام 1988.
كان فتحي الشقاقي قبل عام 1967 ناصري التوجه. وكان لهزيمة عام 1967 اثر احداث تحول لديه، حيث قام بالانخراط في جماعة الاخوان المسلمين عندما قامت الجماعة باعادة تنظيم نفسها بعد ذلك العام. ولكن الشقاقي ما لبث ان اختلف مع جماعة الاخوان المسلمين مذ اواخر عام 1974 وبداية عام 1975 وفي عام 1979 اصدر الشقاقي كتابا بعنوان «الخميني: الحل الاسلامي والبديل» عبر فيه عن آرائه السياسية والايديولوجية.
اما عبد العزيز عودة فقد هاجرت اسرته الى قطاع غزة من منطقة وادي الحسا في قضاء بئر السبع بفلسطين عام 1948، واقامت في مخيم جباليا للاجئين. حاز عبد العزير عودة على درجة الليسانس في العلوم العربية والاسلامية من دار العلوم بالقاهرة وكذلك على دبلوم في الشريعة الاسلامية. وعندما عاد عودة الى القطاع عام 1981. عمل محاضرا بالجامعة الاسلامية في غزة. وفي عام 1984 قامت السلطات الاسرائيلية باعتقال عبد العزيز عودة بتهمة التحريض وحكمت عليه بالسجن لمدة 11 شهرا. وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1987 اصدرت السليات الاسرائيلية امرا بابعاده عن وطنه. وبينما يعتبر الشقاقي المسؤول العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ينظر الى عبد العزيز عودة على انه الزعيم الروحي للحركة. ويتمتع عودة بشخصية دمثة وجذابة ولديه قدرة فائقة على الوعظ والخطابة. وكان عبد العزيز عودة من الشخصيات الدينية التي تحظى بالاحترام.
القيادة والاعضاء
يعتبر كل من الشقاقي وعودة الزعيمين الرئيسيين لحركة الجهاد الاسلامي. ويأتي قادة الجهاد من الجيل الاسلامي الجديد، فهم شبان في الثلاثينات او اوائل الاربعينات من العمر. وكان مؤسسو الجهاد الاوائل من امثال الشقاقي وعودة من اصحاب الكافاءات. وجاء بعضهم من بين
العلمانيين قبل ان يتحولوا الى اصوليين. ومن هؤلاء كل من رمضان شلح، سليمان عودة ابراهيم ابو معمر، نافذ عزام، وآخرون (11). وكان عدد قليل من مؤسسي الجهاد الاوائل من بين النشطاء السابيقين في الحركات الاسلامية. كما كان بينهم عدد من الطلاب ممن جرى طردهم من الجامعات المصرية بسبب نشاطاتهم السرية هناك.
اما اعضاء الجهاد فهم من العناصر الشابة الاكثر استعدادا لمواكبة تيار جديد يقوم على الوعي والمتابعة والمناقشة وكذلك العمل والتضحية، حيث يجري اعداد هؤلاء الاعضاء اعدادا عقائديا جادا. وهم في غالبيتهم ينحدورون من اصول اجتماعية فقيرة ويتواجدون في الاحياء الفقيرة ومخيمات اللاجئين. بدأ مؤسسو الجهاد بتنظيم الاتباع في المساجد والكليات الجامعية والمناسبات الاجتماعية. وتتميز تحركات اعضاء الجهاد الاسلامي ونشاطاته بحسن التنظير والانضباط الشديد والسرية المطلقة، وخاصة فيما يتعلق بنشاطات الحركة العسكرية. وتمارس الحركة نشاطاتها العقائدية والسياسية بشكل متحفظ للغاية.
ويشار الى اعضاء الجهاد بانهم متدينون اصوليون لايتوانون عن القيام باعمال يدركون سلفا مدى خطورتها. نسب الى خالد الجعيدي، عضو الجهاد الذي شارك في قتل اسرائيليين قوله اثناء محاكمته: « نحن اعضاء الجهاد الاسلامي نبدي اهتماما اكثر بالموت من الاهتمام الذي نبديه بالحياة. فاما ان نحرر ارضنا واما ان نموت بهذه الشجاعة».
اتى اعضاء وقادة الجهاد الاسلامي من بين صفوف الاخوان. كما جاء عدد اخر من تنظيمات سياسية وفدائية سابقة. وقد جرى استقطاب مثل هؤلاء داخل السجون الاسرائيلية. يمكن الاشارة هنا على سبيل المثال الى جبر عمار، الضابط السابق في قوات التحرير الشعبية التابعة لجيش التحرير الفلسطيني، تلك القوات التي نشطت في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي عقب حرب عام 1967 مباشرة. كان جبر عمار احد قادة قوات التحرير الشعبية، وكان من اوائل المؤسسين لحركات اسلامية داخل السجون الاسرائيلية، القي القبض على جبر عمار في مطع السبعينات وحكم عليه بالسجن المؤبد. وقد اطلق سراحه في صفقة تبادل للاسرى جرت عام 1983 حيث نقل الى مصر، ولكنه ما لبث ان طرد منها بسبب نشاطاته المعادية للنظام.
ويمكن الاشارة كذلك الى كل من محمد الجمل ومصباح الصوري اللذين كانا عضوين سابقين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقوات التحرير الشعبية على التوالي، وجرى استقطابهما لعضوية الجهاد اثناء وجودهما في السجون الاسرائيلية. كما استقطبت حركة الجهادالاسلامي عددا من الشبان الجدد من ذوي النزعات الوطنية الدينية. وقد اسهمت جدية مواقف وممارسات الجهاد الاسلامي في جعلها محط انظار هذا النوع من الشبان.
لعبت السجون الاسرائيلية دورا هاما في استقطاب الاتباع للجهاد الاسلامي. وقد سهل مثل هذا الامر وجود عدد من قادة الجهاد الاسلامي داخل هذه السجون، حيث قاموا بانفسهم بالعمل على تجنيد اعضاء جدد من بين السجناء الوطنيين الى صفوف حركتهم. ولهذا السبب قامت السلطات الاسرائيلية بابعاد قادة الجهاد الى الخارج بدلا من ايداعهم السجون وابقائهم فيها بعد ان رأت الآثار المترتبة على وجود هؤلاء القادة في السجون.
ويتركز الوجود الاساسي لحركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة. ومع ذلك فان وجود الحركة الضئيل في الضفة الغربية هو في تزايد مستمر، كما تشير الوقائع. وتقوم مصادر الأمن الاسرائيلية بين الحين والاخر بالاعلان عن اكتشاف خلايا سرية تابعة للجهاد الاسلامي. وعلى اية حال فانه من الصعب التحقق من حجم الجهاد الاسلامي الفعلي في قطاع غزة او الضفة الغربية بسبب سرية التنظيم.
فكر وايديولوجية الجهاد الاسلامي
تستمد حركة الجهاد الاسلامي فكرها الايديولوجي والسياسي من التراث الاسلامي بوجه عام. ومع ذلك فان هناك ثلاثة شخصيات اسلامية تحظى باهتمام خاص لدى قادة واتباع الجهاد الاسلامي وتعتبر جديرة بالاقتداء، وهي حسن البنا وسيد قطب والشيخ عز الدين القسام، وذلك بالاضافة الى ما تمثلة الثورة الاسلامية في ايران وزعيمها الامام الخميني من اهمية خاصة.
وهنا اطرح سؤال
اين عبد العزيز عودة من حركة الجهاد الاسلامي الان ؟
طالما ان الحركة تعتبرة الاب الروحي لها ،فلماذا تغيبة الحركة عن الساحة؟
اترك الاجابة للجميع .
المراجع
pulpit.alwatanvoice.com
التصانيف
سيرة ذاتية أدب تراجم العلوم الاجتماعية