استقرت دولة الإمارات العربية المتحدة على ما نعرفه ونألفه اليوم، ولكنها قبل اتحادها كانت إمارات تستقل كل إمارة بشؤونها، وكان من بين هذه الإمارات إمارة تميزت باحتضان  الثقافة، وتميز أمراؤها بحبهم للثقافة وتفوقهم فيها.

وبرز من أمراء الشارقة شاعر واسع الثقافة عبقري الشعر هو الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، وقد تميز شعره باتجاهين، الغزل و الوطنية ، وهذا مما جعلني أسلكه في عداد الأمراء الشعراء، وذلك لأن الأمراء الشعراء، ومنذ امرئ القيس عرفوا بالغزل، وإمتازوا به، وتفوقوا في نظمه، وقد ساعدهم على كل ذلك بيئة القصور المترفة المنعمة، وقد برز عدد من هؤلاء الشعراء بالإضافة إلى غزلهم بالوطنية، وذلك أمر يدفعهم إليه موقعهم السياسي الذي يضعهم بين موقفين، إما موالاة الوطن موالاة مطلقة،  وإما مصانعة الأعداء ... والغرق في مستنقعاتهم ...

كان الشيخ صقر ممن عرفوا بوطنيتهم الصادقة، وشهد له بذلك كل  من عرفه أو درس شعره.

أنا عرفت عنه ذلك من خلال دراستي لشعره.

ألفت كتابي "شعراء معاصرون من الخليج والجزيرة العربية عام 1403هـ (1983)م وقد بدأت تأليفه في أول الشهر المبارك وأنهيته في آخره، وقد درست فيه تسعة شعراء، حرصت أن أختار من كل دولة من دول الخليج والجزيرة شاعرا، فكانوا حسب تريبهم في الكتاب:

إبراهيم العريض شاعر من البحرين

أحمد مشاري العدواني شاعر من الكويت

بدر شاكر السياب شاعر من العراق

حسن عبد الله القرشي شاعر من الحجاز

صقر بن سلطان القاسمي شاعر من الإمارات

عبد الله  بن على الخليلي شاعر من عمان

عبد الرحمن بن قاسم المعاودة شاعر من قطر

على أحمد باكثير شاعر من حضر موت

محمد محمود الزبيري شاعر من اليمن

وقد نشر الكتاب عام 1984م في قطر، نشرته مؤسسة الشرق للعلاقات العامة والنشر والترجمة ، وعندما قرأ الشيخ صقر بن سلطان القاسمي ما كتبت عنه في هذا الكتاب أحب أن نتعارف، فطلب من ابنته الأميرة: صَيَد بنت صقر القاسمي أن تتصل بي، وكنت آنئذ في دوحة قطر، فأبلغتني شكر والدها على ما كتبت،و وصلتني به، فأخذنا نتهاتف بين الفينة والأخرى، نتطارح الحديث عن الشعر والشعراء ونتبسط في الحديث عن شعره وعن مضامين هذا الشعر.

أهداني الأمير الشيخ الشاعر صقر بن سلطان القاسمي المجموعة الشعرية التي ضمها مجلد  واحد بعنوان "ديوان صقر بن سلطان القاسمي" وأرخ إهداءه في 31/12/1991، أما هذه المجموعة الشعرية فقد صدرت عام 1989 في لبنان. أما رأي الأمير في الشعر فنجده في قوله:

الشعر  صنفان:  صنف  خالد أبداً         على الزمان ، وصنف ضائع فاني

فنق  شعرك  من عيب ومن خطل        وزنه   من   قبل  أن يبدو بميزان

ألف به الشمل واشعل من حماسته        نار النفوس، وآس  المذنف  العاني

دواوين الشاعر المطبوعة هي: وحي الحق 1953 ، الفواغي 1956، في جنة الحب 1961  صحوة المارد 1982، لهب الحنين 1990

أحب أن أتحف القارئ لهذه السطور بمقطوعة كتبها الشيخ الشاعر عندما سمع نشيد "الله أكبر" للشاعر عبدالله شمس الدين مؤيداً ومعجباً .

أما نشيد "الله أكبر" فقد ذاع صيته ، وشرّق وغرّب ، وأنشدته الملايين ، ولازال صداه حاضراً حتى يومنا هذا، ومطلعه:

الله أكبر فوق كبد المعتدى

والله للمظلوم خير مؤيدٍ

أنا باليقين وبالسلاح سأفتدى

بلدي ونور الحق يسطع في يدى

قولوا معي ... قولوا معي... الله فوق المعتدى

وأما تحية الشيخ صقر للشاعر ونشيده فهذه أبيات منها  :

يـا شـاعر الله iiأكبر
خـلـدت  فيه iiكفاحا
هـذا  الـنشيد iiحسام
قد صار رمز انتصار
يـا شـاعر الله iiأكبر




سـموت لحنا iiومخبر
ما  زال يعلو iiويظهر
بالحق  ما زال iiيُشهر
لـكـل شعب iiتحرر
صـدقـت  الله iiأكبر

              


المراجع

odabasham.net

التصانيف

سيرة ذاتية  أدب  تراجم   العلوم الاجتماعية