بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة في رابطة أدباء الشام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : وبعد
أخبرني أحد الأقارب بأنه قرأ في موقعكم الموقر ترجمة للشيخ محمد تيسير المراد فقلت من هذا الشيخ محمد تيسير المراد ؟! وخصوصاً أني قد كتبت عن علماء عائلتي المراد وأعرف أنه لا يوجد عالم بهذا الاسم ، وعندما فتحت الموقع وقرأت الترجمة فإذا هي لوالدي الشيخ محمد بشير بن الشيخ أحمد بن الشيخ سليم المراد مفتي حماة رحمه الله فاستغربت من هذا الخطأ ، فالكل يعرف مفتي حماة الشيخ محمد بشير المراد ، وخصوصاً أن الكاتب – والذي لم يعرفنا على نفسه – هو من
أبناء مدينة حماة التي عاش فيها فترة طفولته وشبابه كما قال ، فكيف يقع بمثل هذا الخطأ ؟! وحري به أن يسأل ويتحرى ويطلب المعلومات الموثقة ، وقد وقفت على أخطاء أخرى سأصححها إن شاء الله ، وكنت قد كتبت ترجمة لجميع علماء عائلتنا المراد ونشرها موقع رابطة علماء سوريا فارجع إليها إن شئت ، لذا أرجو تصحيح الأخطاء الواردة في هذه الترجمة
مدينة العمائم أو مدينة العلماء، هذا الاسم يطلق على مدينة حماة، فقد عشت فيها طفولتي وشبابي حيث كانت المدينة وقتها في الخمسينيات تعج بالعلماء، حيث لا تتجول في سوق إلا وترى العلماء، ويتردد الناس عليهم يسألونهم في الحلال والحرام، ويحلون لهم مشاكلهم المستعصية، فكان العالم منهم عبارة عن محكمة متحركة مجانية، وقلما تجد شخصاً أو أكثر يلجأ إلى المحكمة ومن ثم إلى المحامي ليحل خلافه مع من اختلف معه، وكان علماؤنا يزيدون على السبعين عالماً ،
وكانت أكثر العوائل فيها علماء ، عائلة آل المراد (أو عائلة بيت الشيخ سليم) نسبة إلى جدهم الأول الشيخ سليم المراد ، وكانت عدد علمائهم في ذلك الوقت أربعة عشر عالماً منهم ثلاثة من خريجي الأزهر الشريف ، وأربعة من خريجي كلية الشريعة ، والباقي تعلموا على آبائهم أو تخرجوا من مدارس شرعية في حلب ، وكان عالمنا هذا الشيخ محمد بشير المراد قد تخرج من الأزهر الشريف عام 1948 م وعين قاضياً شرعياً لمدة عشر سنوات متنقلاً بين درعا والنبك واللاذقية إلى أن سرح من عمله وعاد أدراجه إلى موطنه الأصلي
مدينة حماة.
ولد هذا العالم عام 1920 م لأبوين صالحين ، فهو ابن الشيخ أحمد المراد المتوفى عام 1960، ووالدته الحاجة رزقية ( آمنة ) المليح بنت الشيخ محمد المليح الذي كان عالماً ومتولياً على أوقاف ذرية آل المليح، ولا تزال بعض الأسواق ترى فيها نقوش لوقف آل المليح في حماة، وقد بدأ بعد تسريحه من عمله بالعمل في الثانوية الشرعية في حماة ، ثم عين مفتياً في السلمية، وبعد وفاة مفتي حماة المعمر الشيخ محمد سعيد النعسان سنة 1967 م عين مفتياً بالوكالة في حماة
، وفي عام 1970 ثُبِّت في منصبه وبقي فيه حتى عام 1982 حيث تم اعتقاله من بيته في أواخر شباط 1982 لرفضه إلقاء خطبة من على شرفة دار الحكومة بحماة ليستنكر ما قام به الإخوة ويمدح النظام المتسلط على حماة في صنيعها، فما كان من محافظ حماة وقتها (محمد حربا) والحاكم الفعلي لمدينة حماة (رفعت أسد) وأخوه (حافظ) إلا أن اعتقلوه ولا يعرف مصيره وستة علماء من أقربائه (آل المراد) إلى الآن.
كان هذا العالم رجلاً متمسكاً بدينه لا تأخذه في الله لومة لائم، أذكر مرة وقبل اعتقاله بسنتين طلب منه محافظ حماة الطلب من الشباب عدم إيذاء المخبرين والتعرض لهم فما كان منه إلا أن قال له: أنا وأهلي كلنا نؤيد الإخوان المسلمين.
ولقد اعتقلوه واعتقل تسعة من أقاربه في يوم واحد وهم:
1- ولده أحمد ماهر طالب عمره (14) سنة.
2- ابن عمه الشيخ أحمد كلال المراد إمام جامع الصابونية.
3- ابن عمه عبد الفتاح المراد، مدرس تربية إسلامية.
4- ابن أخيه الشيخ أحمد المراد.
5- ابن أخيه الشيخ عبد الودود المراد.
6- ابن أخيه محمد ناجي المراد، معلم ابتدائي,
7- ابن أخيه عبد المنعم المراد، إمام مسجد المسعود.
8- منير بن عبد الودود المراد، طالب.
9- صفوان بن عبد الودود المراد، طالب.
ولا يعرف مصيرهم حتى كتابة هذه السطور.