هو: عبد الكريم مأمون(2) بن محمد زكي بن محيي الدين بن عبد الكريم الكناني: من أعلام المربِّين
والفيزيائيين في الشام، مارس العمل الدبلوماسي.
عيِّن كاتبًا في الأوقاف الإسلامية بحلب سنة 1934م، وتخرَّج في صف المعلِّمين
العالي، وتولَّى تدريس الفيزياء والرياضيات في مدرسة التِّجارة بدمشق سنة 1937م،
وأوفد إلى السوربون للتخصُّص عام 1938م، فحصل على (بكالوريوس) في العلوم
الفيزيائية، وعلى (ليسانس) في الآداب قسم فلسفة العلوم سنة 1944م، ثم نال شهادة
الدكتوراه بالفيزياء من السوربون سنة 1948م. وفي أثناء إقامته بفرنسا عيِّن قائمًا
بالشؤون الثقافية والمحاسبة في المفوضية السورية بباريس سنة 1946م.
بعد حصوله على الدكتوراه قَفَل إلى بلده ليتولَّى تدريس الفيزياء في كلية العلوم
بالجامعة السورية (جامعة دمشق حاليًّا)، بمرتبة أستاذ.
صنَّف عددًا من الكتب منها: (الفيتامينات)، و(الكهرباء الراكدة)، و(مخاطر الموادِّ
المشعَّة). وترجم عن الفرنسية: (دروس في الفيزياء العامَّة المغناطيسية)، وترجم
موسوعة (بروها) في الفيزياء كاملة، وكان معجبًا جدًّا بها، ونشر منها جزأين أو
ثلاثة، وأبى إخراج سائر الأجزاء حين رأى ما طبعه قد سُرق مصوَّرًا وبيع بسعر بخس!
وقد امتاز في ترجماته بالدقَّة العلمية ورصانة الأسلوب. وشارك في وضع (معجم مصطلحات
الكهرباء والإلكترونيات) في مجلَّدين لوزارة الدفاع، وكان من أعضاء اللجنة: د.عبد
الرزاق قدورة، والأستاذ سعيد الأفغاني.
كان مُغرمًا باقتناء الكتب فأقام في منزله مكتبة ضخمة غنيَّة، حوت أشهر الموسوعات
العلمية وأهمَّ المراجع الفيزيائية باللغات الأجنبية.
وكان مولعًا بما يدرِّس، وأحبَّ التعليم جدًّا، وأحبَّ طلابه وشجَّع النابهين منهم،
وعزَّز قيم التواضع العلمي فيهم.
رشَّح نفسه لعضوية البرلمان السوري في إحدى الدورات الانتخابية
(3) ابتُلي في آخر عمره وشُلَّ سنوات، وتوفي عَزَبًا.
خط المترجَم وتوقيعه
(1)
أفدت في كتابة ترجمته من ابن أخيه د. محمد بن شفيق بن محمد زكي الكناني جزاه الله
خيرًا.
(2) كذا اسمه الصحيح في الأوراق الثبوتية: (عبد الكريم مأمون)،
وهو اسم مركَّب. ولكنه اشتُهر في الشام باسم مأمون الكناني، وهو ما كان يوقِّع به،
وقد أثبتُّ اسمه وتوقيعه بقلمه من شهادة خطية أشاد فيها بمعرض فيزيائي أعدَّه
تلميذه المقدَّم سيدي الوالد أحمد ذوالغـنى في ثانوية أمية سنة 1961م، وقد
وصفه فيها: بالأستاذ العبقري. وله ترجمة في ((معجم المؤلفين السوريين)) لعبد القادر
عياش، برسم: (مأمون الكناني) ص444.