علي عزت بيغوفيتش هو أول رئيس جمهورية للبوسنة و الهرسك بعد انتهاء الحرب الرهيبة في البوسنة، وناشط سياسي بوسني و فيلسوف إسلامي ، مؤلف لعدة كتب أهمها (الإسلام بين الشرق و الغرب).
ولد علي عزت بيغوفيتش في مدينة بوسانا كروبا- البوسنية في 8 آب عام 1925م، لأسرة بسنوية عريقة في الإسلام بمدينة "بوسانسكي شاماتس" ، و اسم عائلته يمتد إلى أيام الوجود التركي بالبوسنة فالمقطع ( بيج) في اسم عائلته هو النطق المحلى للقب ( بك) العثماني، ولقبه (عزت بيجوفيتش) يعني ابن عزت بك. تعلم في مدارس مدينة سراييفو وتخرج في جامعتها في القانون، عمل مستشاراً قانونياً خلال 25 سنة ثم اعتزل وتفرغ للبحث والكتابة.
نشأ على عزت بيغوفيتش في وقت كانت البوسنة والهرسك جزءا من مملكة تحكمها أسرة ليبرالية، ولم يكن التعليم الديني جزءاً من المناهج الدراسية، وكان على عزت – وهو لا يزال شاباً- واعياً بأهمية أن يتعرف على دينه ويقرأ فيه قراءة مستفيضة فاتفق هو وبعض زملائه في المدرسة أن ينشئوا نادياً مدرسياً للمناقشات الدينية سموه (ملادي مسلماني) أي (الشبان المسلمين) التي تطورت فيما بعد فلم تقتصر في نشاطها على الاجتماعات و النقاشات وإنما امتدت إلى أعمال اجتماعية وخيرية, وأنشئ بها قسم خاص بالفتيات المسلمات، واستطاعت هذه الجمعية – أثناء الحرب العالمية الثانية - أن تقدم خدمات فعالة في مجال إيواء اللاجئين ورعاية الأيتام والتخفيف من ويلات الحرب، وإلى جانب هذه الأنشطة تضمنت برامج الجماعة برنامجاً لبناء الشخصية، ومن الثابت أن اتجاهات الجماعة وتطورها نحو التكامل والنضوج كانت نتيجة سعيها المستمر لتحسين نفسها، و محاولة الاستفادة في عملها بالمعرفة التي توصلت إليها عن طريق تحليلاتها واجتهاداتها الخاصة، إلى جانب تأثرها بأفكار أخرى جاء بها بعض الطلاب البوسنويين الذين تعلموا في جامعة الأزهر بالقاهرة .
تسلم بيغوفيتش رئاسة جمهورية البوسنة والهرسك من عام 1990 إلى 1996م ومن ثم أصبح عضواً في مجلس الرئاسة البوسني من 1996 إلى 2000م.
في جمهورية يوغسلافيا السابقة تحت زعامة قائدها القوي تيتو، كان بيغوفيتش معارضاً بارزاً وسجن عدة مرات في عهد تيتو، وكان كثيراً ما يتهم من قبل أطراف صربية وكرواتية بأنه من داعمي الأصولية الإسلامية.
إسهامات علي عزت الفكرية تعد هي الإضافة المبكرة التي رفعت من رصيده السياسي، فبدءاً بكتابه الأول " الإعلان الإسلامي" وما تبعه من ملاحقات وحكم بالسجن لمدة 5 سنوات وحتى كتابه الأهم " الإسلام بين الشرق والغرب" والذي فصل فيه الفروق الجوهرية للاتجاهات الفلسفية والحضارية التي أنجزها الإنسان، وموقع الإسلام منها.
بعد انتهاء الحرب أصدر كتابين آخرين: الأول هو " الهروب إلى الحرية " وتحدث فيه عن تجربة حياته خلال سجنه ومعاناته مع زملائه. الثاني هو " مذكراتي " وهو عبارة عن سيرته الذاتية خلال مراحل حياته المختلفة.
توفي علي عزت بيغوفيتش في 19 تشرين الأول عام 2003م.