يعد الكاتب الساخر محمود السعدنى من أمراء دولة الكتابة الساخرة .. وهب حياته لأجل الكلمة الصادقة وتفرد بأسلوبه الساخر الذي يقدم هموم المواطن بصورة باسمة .. والكاتب الصحفي الساخر محمود السعدني من مواليد الثامن والعشرين من شهر فبراير لعام 1928 بجمهورية مصر العربية .

عشق محمود السعدنى صاحبة الجلالة (الصحافة) وبدأ حياته الصحفية من خلال كتاباته فى صحف ومجلات عمل السعدني في بدايات حياته الصحفية فى صحف ومجلات صغيرة كانت تصدر من شارع محمد على بالقاهرة .. هذا الشارع الذى يشتهر بتجمع أهل الفن والآلات الموسيقية .

أصدر الشاعر والصحفى مأمون الشناوى مجلة بعنوان (الكشكول) فانضم محمود السعدنى لأسرة كتابها ولكن سرعات ماتوقفت المجلة عن الصدور بسبب إغلاقها .
لم يتوقف محمود السعدنى عن الكتابة ولذا نشر كتاباته فى صحيفة المصرى التى يصرها حزب الوفد فى ذلك الوقت ثم أنتقل للعمل فى دار الهلال .

فكر محمود السعدنى فى إصدار مجلة وبالفعل تمكن مع زميله طوغان رسام الكاريكاتير من إصدارها ولكن المجلة توقفت بعد فترة قصيرة .

عندما قاموا الضباط الأحرار فى الثالث والعشرين من شهر يوليو بالثورة لأجل تخليص مصر من الإحتلال والفساد أعلن محمود السعدنى تأييده للثورة .

فى عام 1953 قدم محمد أنور السادات ضمانة شخصية بـ‏300‏ جنيه‏ كي توافق إدارة المطبوعات حينئذ علي صدور صحيفة تكون الصوت للثورة وهى صحيفة الجمهورية .
بالفعل صدر العدد الأول من صحيفة الجمهورية بعد عام و (4) شهور و (14) يوما من قيام ثورة23يوليو1952
وكان محمد أنو السادات أول مدير عام ورئيس لمجلس إدارتها‏ ومن أوائل كتاب اليوميات بها‏ .

عمل محمود السعدنى في جريدة الجمهورية وبعد أن تولي محمد أنور السادات السادات رئاسة البرلمان المصري تم الاستغناء عن خدمات محمود السعدني وبيرم التونسى وعبد الرحمن الخميسى من الصحيفة .

عمل محمود السعدنى في المجلة الأسبوعية الخاصة التى تملكها فاطمة اليوسف (أم إحسان عبد القدوس) وهى مجلة روز اليوسف الأسبوعية.

تولى محمود السعدنى إدارة التحرير .. أما رئيس التحرير فهو إحسان عبد القدوس رئيس التحرير
قبل وحدة مصر وسوريا كان محمود السعدنى فى مهمة صحفية بسوريا وقبل مغادرته تسلم رسالة مغلقة من أعضاء الحزب الشيوعي السوري وطلبوا توصيلها للرئيس جمال عبد الناصر .

بعد عودة محمود السعدنى لمصر قام بتسليم الرسالة المغلقة لمحمد أنور السادات السادات دون أن يعلم ماتحتويه الرسالة وعندما فتحت إذا بها تحمل تهديدا لجمال عبد الناصر .
على الفور تم إلقاء القبض على محمود السعدنى وتم سجنه لما يقرب من عامين ثم تم الإفراج عنه ب فعاد للعمل في مجلة روز اليوسف التى تم تأميمها ثم تولي محمود السعدنى رئاسة تحرير مجلة صباح الخير .

بعد وفاة جمال عبد الناصر تولى محمد أنور السادات رئاسة مصر وتم اعتقال شعراوي جمعه وسامي شرف ومحمود فوزي ومحمود السعدنى وغيرهم وتقديمهم للمحاكمة .

حاول الرئيس الليبيى معمر القذافي التوسط لمحمود السعدنى عند الرئيس السادات ولكنه رفض الوساطة بقوله:

(أن السعدني قد أطلق النكات علىّ وعلى أهل بيتي (جيهان السادات) ويجب أن يتم تأديبه ولكني لن أفرط في عقابه).

بعد مايقرب من عامين في السجن تم الإفراج عن محمود السعدني مع فصله من العمل بمجلة صباح الخير ومنعه من الكتابة وأيضا منع ظهور اسمه في أي جريدة مصرية حتى في صفحة الوفيات.

بعد فترة معاناة قصيرة من
المعاناة قرر محمود السعدني مغادرة مصر والعمل في الخارج وبالفعل قصد بيروت وبصعوبة تمكن من الكتابة في جريدة السفير ولكن أجر يقل عن راتب الصحفي المبتدىء .
رفض محمود السعدنى هذه التصرفات ولذا قرر مغادر بيروت وبالفعل وصل إلى ليبيا وتقابل مع الرئيس الليبيى معمر القذافي الذي عرض عليه إنشاء جريدة أو مجلة له في بيروت إلا أن محمود السعدني رفض ذلك خشية اغتياله على يد تجار الصحف اللبنانيين .
في عام 1976 قصد محمود السعدنى أبوظبي للعمل وعرض عرضت عليه تولى مسئولية المسرح المدرسي بوزارة التربية والتعليم في الإمارات العربية المتحدة ولكن لم يرحب بذلك .

عرض عليه عبيد المزروعي تولى إدارة تحرير جريدة الفجر الإماراتية.

قبل محمود السعدني هذا العرض بشرط عدم التدخل في عمله .. وبدأ العمل ولكن بعد أقل من أربعة أشهر تمت مصادرة أحد أعداد جريدة الفجر من الأسواق بسبب مانشيت أغضب السفارة الإيرانية في أبوظبي .

نظرا للضغوط الإيرانية على حكومة الإمارات أضطر محمود السعدني لمغادرة أبوظبي وتوجه إلى دولة الكويت وعمل في جريدة السياسة الكويتية ولكن الضغوط لاحقته هناك أيضاً فترك الكويت وتوجه إلى دولة العراق .

فى العراق واجه الضغوط المخابراتية فتقابل مع صدام حسين ( نائب الرئيس العرقي ) فنصحه بالسفر إلى لندن.

فى لندن أصدر محمود السعدنى بالاشتراك مع آخرين وبتمويل من حاكم الشارقة مجلة 23 يوليو التى تعد أول مجلة عربية تصدر فى لندن وقد حققت نجاحا كبيرا .

فى السادس من شهر أكتوبر عام 1981 اغتيل الرئيس محمد أنور السادات وعاد محمود السعدني إلى وطنه مصر وأستقبله الرئيس محمد حسنى مبارك .. وكتب فى الدوريات المصرية والعربية.

قدم محمود السعدنى للمكتبة العربية مجموعة من كتبه ونذكر منها :

الولد الشقي
الولد الشقي في السجن
الولد الشقي في المنفى
الطريق إلى زمش
ألحان من السماء
مسافر على الرصيف
ملاعيب الولد الشقي
السعلوكي في بلاد الإفريكى
الموكوس في بلد الفلوس
وداعاً للطواجن
رحلات أبن عطوطه
أمريكا يا ويكا
مصر من تاني
تمام يا فندم
مسرحية عزبة بنايوتى
رواية قهوة كتكوت

يوم الثلاثاء الرابع من شهر مايو عام 2010 وبعد صراع مع المرض توفى الكاتب والصحفى الساخر محمود السعدنى وأثناء قيام شقيقه الفنان صلاح السعدنى بتصوير دوره فى مسلسل (سلطان الغمرى) تلقى نبأ وفاة شقيقه محمود فدخل فى حالة هيستيرية من البكاء وسارع بالذهاب إلى المستشفى حيث جثمان شقيقه الأكبر.

فى موكب مهيب شيعت جنازة الكاتب الصحفى الساخر محمود السعدنى بعد ظهر يوم الأربعاء الخامس من شهر مايو 2010 من مسجد الحامدية الشاذلية.

فى السادس من شهر مايو 2010 كتب أحمد رجب فى جريدة الأخبار:
(فقد شارع الصحافة ابتسامته وبهجته وضحكته العريضة .. رحل محمود السعدنى آخر ظرفاء مصر وأعظم كتابها الساخرين .. كان ساخرا بالفطرة فحتى مع الجلادين فى المعتقل كان يبدد الصرامة على وجوههم بكلماته العفوية التى لايقصد بها إضحاكا .. سوف أفتقدك كثيرا يا محمود وربما يكون عزائى فى لقائى بكتبك التى أهديتها لى بإهداء واحد لايتغير: من الكاتب الساخر محمود السعدنى إلى الكاتب الشاخر الإسكندرانى أحمد رجب)
كما كتب الشاعر بخيت بيومى تحت عنوان (علشان السعدنى):
فى شارع الصحافة
فى هذا المساء

علشان السعدنى
إتجمعوا البسطاء
 
بملاحم الفكاهة
وحروف الهجاء
 
وأعلنوا الحداد
تعبير عن الوفاء
 
وكل المضحكين
فى هذا اللقاء
 
نكسوا الأعلام
ولبوا النداء
 
وقالوا ياأفاضل
ياكل الأصدقاء
 
من أجل السعدنى
قد حللنا البكاء
 
ع الولد الشقى
أزكى الأذكياء
 
فيلسوف زمانه
آخر العظماء
 
وعمدة الكلام
فى دولة الظرفاء.

المراجع

diwanalarab.com

التصانيف

سيرة ذاتية  أدب  تراجم  شعراء   العلوم الاجتماعية