طَرَقَت وَدونَ طُروقِها |
مِن قَومِها الأُسدُ الغِضابُ
|
وَاللَيلُ في أَذيالِهِ |
شَفَقٌ كَما ذُبِحَ الغُرابُ
|
وَرِواقُهُ المَضروبُ مِن |
دونِ العُيونِ لَها حِجابُ
|
خَودٌ مُنَعَّمَةٌ سَقا |
ها ماءَ رَونَقِهِ الشَبابُ
|
تَروى دَمالِجُها وَيغ |
رُبُ في مَوَشَّحِها الحِقابُ
|
فَوَشى بِها عَبقٌ وَطي |
بٌ لِلوُشاةِ بِها اِرتِيابُ
|
وَبَدا لَنا ما كانَ يَس |
تُرُ مِن مَحاسِنِها النِقابُ
|
فَكَأَنَّها قَمَرٌ تَفَر |
رَقَ عَن مَطالِعِهِ السَحابُ
|
وَسَقَتكَ عَذباً مَن مَرا |
شِفِها مَراشِفُها العِذابُ
|
وَأَدارَتِ البِكرَ الشُمو |
لَ كَأَنَّها ذَهَبٌ مُذابُ
|
عَذراءَ أَلبَسَها وَشا |
حاً مِن لَآليهِ الحَبابُ
|
فَطَفِقتُ لا أَدري أَخَم |
رٌ قَد سَقَتني أَم رُضابُ
|
في لَيلَةٍ رَقَّ النَسي |
مُ بِها كَما رَقَّ العِتابُ
|
حَتّى إِذا طُوِيَت مُلا |
ءَتُها كَما يُطوى الكِتابُ
|
وَفَرا الصَباحُ رِداءَ غَي |
هَبِها كَما يَفرى الإِهابُ
|
وَأَضاءَ في إِدبارِها |
فَلَقٌ كَما نَصَلَ الخِضابُ
|
وَاِستَلَّ نَصلٌ مِن أَدي |
مِ اللَيلِ قُدَّ لَهُ قِرابُ
|
قامَت تَلوثُ خِمارَها |
وَبِها اِرتِياعٌ وَاِكتِيابُ
|
وَرَأَت لِواءَ الفَجرِ مَن |
شوراً فَأَعجَلَها الذَهابُ
|
ناشَدتُها وَلِأَدمُعي |
في الخَدِّ سَحٌّ وَاِنسِكابُ
|
أَيُرى لِلَيلَتِنا الَّتي |
سَمُحَ الزَمانُ بِها إِيابُ
|
جودي بِوَعدٍ مِنكَ وَال |
ظَمآنُ يَخدَعُهُ السَرابُ
|
وَلَئِن بَخُلتِ وَما عَلى ال |
بيضِ الحِسانِ البُخلُ عابُ
|
فَالصاحِبُ الحِزقُ الجَوا |
دُ لَهُ العَطايا وَالرِغابُ
|
وَرَبابُهُ المُنهَلُّ يُل |
هي عَن نَوالِكَ يا رَبابُ
|
لِمُؤَيِّدِ الإِسلامِ كَف |
فٌ لا يُساجِلُها السَحابُ
|
وَأَنامِلٌ تَندى البِلا |
دُ عَلى المُحولِ بِها رِطابُ
|
وَنَدى يَضيقُ بِسَحِّ دي |
مَتِهِ المَحاني وَالشِعابُ
|
بَحرٌ لَه في كُلِّ با |
دِيَةٍ وَحاضِرَةٍ عُبابُ
|
نَضُّ العَطاءِ إِلى مَوا |
رِدِ جودِهِ تُنضى الرِكابُ
|
ما عِندَهُ لِمُؤَمِّلٍ |
جَدَواهُ غَيرَ نَعَم جَوابُ
|
لَولا سَحائِبُ رِفدِهِ |
ما أَخضَرَّ لِلعافي جَنابُ
|
طَعماهُ مُختَلِفانِ شُه |
دٌ إِن بَلَوناهُ وَصابُ
|
بَأسٌ يُهابُ وَرَأفَةٌ |
في النازِلينَ بِها يُهابُ
|
وَسَدادُ رَأيٍ لا يَضِل |
لُ عَلى بَديهَتِهِ الصَوابُ
|
أَسَدٌ لَهُ يَومَ الطِعا |
نِ عَواسِلُ الخِطِيِّ غابُ
|
وَمِنَ التَريكَةِ لُبدَةٌ |
وَمِنَ الظُبا ظُفرٌ وَنابُ
|
تَعنو الوُجوهُ لِبَأسِهِ |
وَتَلينُ في يَدِهِ الصِعابُ
|
أَموالُهُ وَعَتادُهُ |
جُردٌ مُطَهَّمَةٌ عِرابُ
|
وَصَوارِمٌ أَبقى القِرا |
عُ بِها فُلُولاً وَالضِرابُ
|
في غِمدِها وَشَكيمِها |
مِنها الجَداوِلُ وَالهِضابُ
|
وَعَواسِلٌ لُدنٌ إِذا اِش |
تَجَرَ الكُماةُ بِها صِلابُ
|
حَيّاتُ وادٍ في نُحو |
رِ الدارِ عينَ لَها اِنسِيابُ
|
يَحمِلنَ زُرقاً لِلنُفو |
سِ بِها اِختِطافٌ وَاِستِلابُ
|
ضَرِيَت ثَعالِبُها كَما |
ضَرِيَت عَلى البُعدِ الذِئابُ
|
يَرمي العَدُوُّ بِسَهمِها |
فَلِكُلِّ شَيطانٍ شِهابُ
|
يُنمى إِلى بيضِ المَآ |
ثِرِ طابَ خَيمُهُمُ فَطابوا
|
قَومٌ رُبوعُهُمُ وَبو |
عُهُمُ لِوَفدِهِمُ رِحابُ
|
في غَيرِ ما يَزكو بِهِ ال |
أَحسابُ لَيسَ لَهُم حِسابُ
|
إِن أَومَضوا صابوا وَإِن |
أَوموا إِلى غَرَضٍ أَصابوا
|
وَإِذا دُعوا لِمُلِمَّةٍ |
وَثَبو وَإِن سُئِلوا أَجابوا
|
ياطالِباً مَسعاةَ مَج |
دِ الدينِ أَنفُكَ وَالتُرابُ
|
أَجهَدتَ نَفسَكَ طالِباً |
ما لَيسَ يُدرِكُهُ طِلابُ
|
مِن دونِ ما تَبغي عِقا |
بٌ في تَوَقُّلِها عِقابُ
|
لَكَ يا أَبا الفَضلِ المَسا |
عي الغُرُّ وَالمِنَنُ الوِعابُ
|
وَعَميمُ طولٍ لا يُطا |
وِلُ لِلنُهوضِ بِها الرِقابُ
|
أَدأَبتَ نَفسَكَ ما لَها |
غَيرَ اِصطِناعِ العُرفِ دابُ
|
وَحَمَلتَ ما يَعنى بِهِ ال |
قُلَلُ الشَوامِخُ وَالهِضابُ
|
فَاللَهُ في سَيفِ الخِلا |
فَةِ أَن يُفَلَّ لَهُ ذُبابُ
|
يَفديكَ أَغمارٌ بُرو |
قُهُمُ لِشائِمِهِم خِلابُ
|
قَومٌ نَصيبُهُم مِنَ ال |
عَلياءِ أَن يَزكو النَصابُ
|
كُلٌّ عَلى الآباءِ أَو |
وَلُهُم بِآخِرِهِم يُعابُ
|
لَهُمُ بُيوتُ سِيادَةٍ |
لَكِنَّها بِهِمُ خَرابُ
|
ما عِندَهُم إِلّا اِفتِخا |
رٌ بِالأَوائِلِ وَاِنتِسابُ
|
لا خَيرَ في المَوروثِ لا |
يُنميهِ سَعيٌ وَاِكتِسابُ
|
فَاِسلَم فَأَنتَ لِكُلِّ عا |
رِفَةٍ وَمَأثُرَةٍ مَآبُ
|
وَتَمَلَّ مُلكاً لا يُشا |
بُ وَصَفوَ عَيشٍ لا يُشابُ
|
يا كَعبَةَ الإِحسانِ قَد |
نَزَلَت بِكَ الخَودُ الكَعابُ
|
أُختُ القَناعَةِ لا تَخِف |
فُ لَها إِلى طَمَعٍ رِكابُ
|
وَفدُ الهَناءِ فَلا خَلا |
لَكَ مِن وَفودِ الحَمدِ بابُ |