بسم الله الرحمن الرحيم الجزء العشرون نسب ابن الخياط وأخباره نسبه وولاؤه هو عبد الله بن محمد بن سالم بن يونس بن سالم. ذكر الزبير بن بكار أنه مولى لقريش، وذكر غيره أنه مولى لهذيل. أوصافه وهو شاعر ظريف، ماجن خليع، هجاء خبيث، مخضرم من شعراء الدولة الأموية والعباسية. وكان منقطعا إلى آل زبير بن العوام مداحا لهم، وقدم على المهدي مع عبد الله بن مصعب فأوصله إليه، وتوصل له إلى أن سمع شعره وأحسن صلته. يمدح المهدي فيجيزه ثم يمدحه فيضعف جائزته: أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني يونس بن عبد الله بن سالم الخياط قال: دخل أبي على المهدي فمدحه، فأمر له بخمسين ألف درهم، فقال يمدحه: أخذت بكفي كفه أبتغي الغنـى ولم أدر أن الجود من كفه يعدى فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغـنـى أدت وأعداني فأتلفت ما عنـدي قال: فبلغ المهدي خبره، فأضعف جائزته، وأمر بحملها إليه إلى منزله. قال الزبير بن بكار: سرق ابن الخياط هذا المعنى من ابن هرمة. كان من الهجائين أخبرني الحسن بن علي الخفاف قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدثني مصعب بن عبد الله قال: سمعت أبي يقول: لم يبرح هذه الثنية قط أحد يقذف أعراض الناس ويهجوهم، قلت: مثل من؟ قال: الحزين الكناني، والحكم بن عكرمة الدؤلي، وعبد الله بن يونس الخياط، وابنه يونس، وأبو الشدائد. عقوق ابنه يونس له أخبرني محمد بن مزيد قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: كان يونس بن الخياط عاقا لأبيه، فقال أبوه فيه: يونس قلبي عليك يلتـهـف والعين عبرى دموعها تكف تلحفني كسوة العقـوق فـلا برحت منها ما عشت تلتحف أمرت بالخفض للجناح وبالر فق فأمسى يعوقك الأنـف وتلك واللـه مـن زبـانـية إن سلطوا في عذابهم عنفوا فأجابه ابنه يونس، فقال: أصبح شيخي يزري به الخرف ما إن له حرمة ولا نصـف صفاتنا في العـقـوق واحـدة ما خلتنا في العقوق نختلـف لحفته سالـفـا أبـاك فـقـد أصبحت مني كذاك تلتحـف يهجو رجلا شيد دارا وكان يعرفه بالضعة أخبرني محمد بن خلف وكيع قال: حدثني طلحة بن عبد الله قال: حدثني أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود قال: مر ابن الخياط بدار رجل كان يعرفه قبل ذلك بالضعة وخساسة الحال، وقد شيد بابها وطرمح بناءها، فقال: أطله فما طول البناء بنافـع إذا كان فرع الوالدين قصيرا يهجو موسى بن طلحة فلا يكترث لهجائه فيناشده أن يكتم عليه: أخبرني وكيع قال: أخبرني إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن صالح قال: أخبرني العامري قال: هجا ابن الخياط موسى بن طلحة بن بلال التيمي، فقال: عجب الناس للعجيب المـحـال حاض موسى بن طلحة بن بلال زعموه يحيض في كل شـهـر ويرى صفـرة لـكـل هـلال قال: فلقيه موسى، فقال: يا هذا، وأي شيء عليك؟ نعم حضت، وحملت، وولدت وأرضعت. فقال له ابن الخياط: أنشدك الله ألا يسمع هذا منك أحد فيجترئ على شعري الناس، فلا يكون شيئا، ولن يبلغك عني ما تكره بعد هذا، فتكافا. شعره في جارية القتيلي أخبرني الحرمي قال: حدثني الزبير قال: حدثني مصعب بن عثمان قال: ما رأيت بريق صلع الأشراف في سوق الرقيق أكثر منها يوم رحب القتيلة جارية إبراهيم بن أبي قتيلة، وكان يعشقها، وبيعت في دين عليه، فبلغت خمسمائة دينار فقال المغيرة بن عبد الله لابن أبي قتيلة: ويحك اعتقها فتقوم عليك، فتتزوجها، ففعل. فرفع ذلك إلى أبي عمران – وهو القاضي يومئذ- فقال: أخطأ الذي أشار عليه في الحكومة. أما نحن في الحكومة فقد عرفنا أن قد بلغت خمسمائة دينار، فاذهبوا فقوموها، فإن بلغت القيمة أكثر من هذا ألزمناه، وإلا فخذوا منه خمسمائة دينار، فاستحسن هذا الرأي، وليس عليه الناس قبلنا، فقال ابن الخياط يذكر ذلك من أمر ابن قتيلة وما كان من أمر جاريته: يا معشر العشاق من لم يكـن مثل القتيلـي فـلا يعـشـق لما رأى السوام قد أحـدقـوا وصيح في المغرب والمشرق واجتمع الناس عـلـى درة نظيرها في الخلق لم يخلق وأبدت الأموال أعناقـهـا وطاحت العسرة للمملـق قلب فيه الرأي في نفسـه يدير ما يأتي وما يتـقـي أعتقها والنفس في شدقهـا للمعتق المن على المعتق وقال للحاكم في أمـرهـا إن افترقنا فمتى نلتقـي؟ وأخبرني بهذا الخبر وكيع قال: قال الزبير بن بكار، وذكر مثل ما ذكره الحرمي، وزاد فيه: فكان فيهم -يعني فيمن حضر- لابتياعها موسى بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي، والقاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر، وغيرهم. قال: فرأيتهم قياما في الشمس يتزايدون فيها. وقال في خبره: ابن أبي قتيلة بالتاء. يسأل سائل عنه ابنه يونس فيمضي به إليه فيستنشده شعره في العصبية: أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني يونس بن عبد الله بن سالم الخياط قال: كنت ذات عشية في مسجد رسول الله( وقت العصر في أيام الحاج، فإذا أنا برجل جميل عليه مقطعات خز، وإذا معه جماعة. فوقف إلى جانبي فصلى ركعتين، ثم أقبل علي -وكان ذلك من أسباب الرزق- فقال: يا فتى، أتعرف عبد الله ابن سالم الخياط؟ فقلت: نعم. فلما صلينا قال: امض بنا إليه، فمضيت به ، فاستخرجت له أبي من منزله، فقال الرجل: بلغني أنك قلت شعرا في أمر العصبية، فقال له أبي: ومن أنت بأبي أنت وأمي؟ فقال: أنا خزيم بن أبي الهيذام، فقال له أبي: نعم قد قلته، وأنشده: اسـقـيانـي مـن صـرف هـذي الــمـــدام ودعـانـي وأقـصـر مــن مـــلامـــي واشـربـا حـيث شـئتـمــا إن قـــيســـا قد عـلا عـــزهـــا فـــروع الأنـــام ليس والـلـــه بـــالـــشـــآم يمـــان فيه روح ولا بـــغـــير الـــشـــــآم يطعم النوم حين تكتحل الأعين بالنوم عند وقت المنام حذرا من سيوف ضرغامة عا د عـلـى الـهـول بـاســـل مـــقـــدام من بـنـي مــرة الأطـــايب يكـــنـــى عنـد دسـر الـرمــاح بـــالـــهـــيذام ابنه يونس ينافسه ليحرمه جائزة قال: فأشرع الفتى يده إليه بشيء وجزاه خيرا. قال يونس: فبادرت فأخذت بيد المري وقلت له: لا تعجل فإني قد قلت شعرا أجود من شعره. قال أبي: ويلك يا يونس يا عاض بظر أمه تحرمني؟ فقلت: دع هذا عنك، فوالله لا تجوع امرأتي وتشبع امرأتك، فقلت ليونس: ومن كانت امرأة أبيك يومئذ؟ فقال: أمي، وجمعت والله عقوقهما . فقال لي المري أنشد فأنشدته: اسقياني يا صاحبي اسقيانـي ودعاني من الملام دعانـي اسقياني هديتما من كـمـيت بننت عشر مشمولة أسقياني فض عنها ختامها إذ سباهـا واضح الخد من بني عدنـان نتحايا بالكأس أربعة في الـد ور هذان نـاعـمـان وذان ذا لهذا ريحانة مـثـل هـذا ك لهذا من طيب الريحـان فنهضنا لموعد كـان مـنـا إذ سمعنا تجارب البكـمـان فنعمنا حولين بهرا وعشـنـا بين دف ومسـمـع ودنـان ثم هجنا للحرب إذ شبت الحر ب ففزنا فيها بسبق الرهان إن قيسا في كل شرق وغرب خارج سهمها على السهمان منع الله ضيمنا بأبي الـهـي ذام حلف السماح والإحسان واليمانون يفخـرون أمـا يد رون أن النبي غـير يمـان قال: فقال الفتى لأبي: قد وجب علينا من حقه ما وجب علينا من حقك يا شيخ؛ واستظرف ما جرى بيني وبين أبي، وقسم الدنانير بيننا، وكانت خمسين دينارا. ابنه يعصر حلقه فيعترف لمنقذه بأن عق أباه من قبله: أخبرني الحسن بن علي قال: حدثنا محمد بن موسى بن حماد قال: حدثني الزبير قال: مر رجل بيونس بن عبد الله بن الخياط -وهو يعصر حلق أبيه وكان عاقا به- فقال له: ويلك أتفعل هذا بأبيك؟ وخلصه من يده، ثم أقبل على الأب يعزيه ويسكن منه، فقال له الأب: يا أخي لا تلمه، واعلم أنه ابني حقا. والله لقد خنقت أبي في هذا الموضع الذي خنقني فيه. فانصرف عنه الرجل وهو يضحك. يشكو حاله إلى محمد بن سعيد فيأمر له بمعونة فيمدحه: أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال: حدثني علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن عمه عيسى قال: شكا عبد الله بن يونس الخياط إلى محمد بن سعيد بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب حاله وضيقا قد ناله، فأمر له بدنانير وكسوة وتمر، فقال يمدحه: يا بن سعيد يا عقـيد الـنـدى يا بارع الفضل على المفضل حللت في الذروة من هاشـم وفي يفاع من بني نـوفـل فطاب في الفرعين هـذا وذا ما اعتم من منصبك الأطوال قد قلت للدهر وقد نـالـنـي بالناب والمخلب والكلـكـل قد عذت من ضرك مستعصما بها شمي ماجـد نـوفـلـي فقال لي أهلا وسهلا مـعـا فزت ولم يمنع ولم يبـخـل الدهر شقـان فـشـق لـه لين وشق خشن الـمـنـزل وأخشن الشقين عني نـفـي وشقه الألين ما عـاش لـي فقل لهذا الدهر ما عـاش لا تبق ولا ترع ولا تـأتـلـي يأخذه والى الحجاز بالصلاة فيحاول أن يعفيه منها: أخبرني محمد بن مزيد قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: أخذ أبي -لما ولي الحجاز عبد الله بن يونس الخياط- بأن يصلي الصلوات الخمس مع الجماعة في مسجد رسول الله (، فجاءني هو ومحمد بن الضحاك وجعفر بن الحسين اللهبي، فوقف بين يدي، ثم أنشدني: قل للأمير يا كريم الجـنـس يا خير من بالغور أو بالجلس وعدتي لولـدي ونـفـسـي شغلتني بالصلوات الخمـس فقلت له: ويلك أتريد أن أستعفيه لك من الصلاة؟ والله ما يعفيك، وإن ذلك ليبعثه على اللجاج في أمرك، ثم يضرك عنده. فمضى وقال: نصبر إذن حتى يفرج الله تعالى. شعره في صديق كان يدعوه للشرب أخبرني محمد قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا يونس بن الخياط قال: كان لأبي صديق، وكان يدعوه ليشرب معه، فإذا سكر خلع عليه قميصه، فإذا صحا من غد بعث إليه فأخذه منه فقال أبي فيه: كاني قميصا مرتين إذا انـتـشـى وينزعه مني إذا كـان صـاحـيا فلي فرحة في سكره بقـمـيصـه وروعاته في الصحو حصت شواتيا فياليت حظي من سروري وروعتي تكون كفافـا لا عـلـي ولا لـيا ابنه يعقه، وابن ابنه يعق أباه: أخبرنا وكيع قال حدثنا محمد بن الحسن بن مسعود الزرفي قال: قال يونس بن عبد الله الخياط لأبيه، وكان عاقا به: ما زال بي ما زال بي طعن أبي في النسب حتى تريبـت وحـت ى ساء ظني بـأبـي قال: ونشأ ليونس ابن يقال له: دحيم، فكان أعق الناس به، فقال يونس فيه: جلا دحـيم عـمـاية الـريب والشك مني والطعن في النسب ما زال بي الظن والتشكك حت ى عقني مثل ما عققت أبـي ابنه ينشد سعيد ابن عمرو نسيبا فيقر بعجزه عن مثله: أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني يونس بن الخياط قال: أنشدت سعيد بن عمرو الزبيري: لو فاح ريح حبيبة من حبـهـا فاحت رياح حبيبتي من ريحي قال: فقال لي سعيد بن عمرو: والله إني لأقول النسيب، فلا أقدر على مثل هذا فقلت له: ومن أين تقدر على مثل هذا يا أبا عثمان؟ لا تقدر والله على مثله حتى يسوء الثناء عليك. يؤثر ابنه بالفريضة: أخبرني الحرمي قال: حدثنا الزبير قال حدثني يونس بن الخياط قال: لما أعطى المهدي المغيرة بن حبيب ألف فريضة يضعها حيث شاء جاءه أبي عبد الله ابن سالم، وقال له: ألف تدور علـى يد لـمـمـدح ما سوق مادحه لديه بـكـاسـد الظن مني لو فرضت لـواحـد في الأعجمين خصصتني بالواحد قال: فقال له المغيرة: أيهما أحب إليك: أأفرض لك أم لابنك يونس؟ فقال له: أنا شيخ كبير، هامة اليوم أو غد، افرض لابني يونس، ففرض لي في خمسين دينارا، فلما خرجت الأعطية الثلاثة في زمن الرشيد على يدي بكار بن عبد الله قال لي خليفته أيوب بن أبي سمير -وهما يعرضان أهل ديوان العطاء-: أنت من هذيل ونراك قد صرت من آل الزبير فنردك إلى فرائض هذيل خمسة دينارا. فقال لهما بكار: إنما جعلتما لتتبعا ولا تبتدعا، أمضياه، فأعطياني مائة وخمسين دينارا. ابنه يهجو هشام بن عبد الله حين ولي القضاء ليغض عنه: أخبرني محمد لن خلف وكيع قال: حدثني محمد بن الحسن بن مسعود الزرفي قال: حدثني ابن أبي قباحة الزهري قال: لما عزل ابن عمران -وهو عبد الله بن محمد بن عمران التيمي- عن القضاء، واستعمل هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي، جزع ابن عمران من ذلك، فقال بعض أصحابه ليونس بن عبد الله الخياط: اهج هشاما بما يغض منه، فقال: كم تغنى لي هـشـام ذلك الجلف الطـويل بعد وهن وهو في المج لس سكـران يمـيل هل إلى نار بـسـلـع آخر الدهـر سـبـيل قلت للنـدمـان لـمـا دارت الراح الشمول بأبـي مـال هـشـام فكما مال فـمـيلـوا قال: وشهرها في الناس، وبلغ ذلك هشاما: لعنه الله؛ إن كان لكاذبا فقال ابن أبي قباحة: فقلت لابن الخياط كذبت، وأما والله إنه لأمر من ذلك. ابنه يطعن في نسبه بحضرة أبيه وأصحاب له: أخبرنا وكيع قال: حدثنا محمد بن الحسن بن مسعود قال: قال يونس بن عبد الله بن الخياط: جئت يوما إلى أبي وهو جالس وعنده أصحاب له؛ فوقفت عليهم لأغيظه، وقلت: ألا أنشدكم شعرا قلته بالأمس؟ قالوا: بلى، فأنشدتهم: يا سائلي من أنا أو من يناسبنـي أنا الذي ماله أصل ولا نـسـب الكلب يختال فخرا حين يبصرني والكلب أكرم مني حين ينتسـب لو قال لي الناس طرا أنت الأمنا ما وهم الناس في ذاكم ولا كذبوا قال: فوثب إلي ليضربني، وعدوت من بين يديه، فجعل يشتمني وأصحابه يضحكون. شعر ابنه وقد جلد في الشراب: أخبرني وكيع قال: حدثنا محمد بن الحسن بن مسعود: أن مالك بن أنس جلد يونس بن عبد الله بن سالم الخياط حدا في الشراب. قال: وولي ابن سعيد القضاء بالمدينة، فقال يونس فيه: بكـتـنـــي الـــنـــاس لأن جلـدت وسـط الـرحــبـــه وأنــنـــي أزنـــي وقـــد غنـيت فـي الـمـجـتـسـبــه أعـزف فـيهـم بـعـــصـــا مالـك الـمـقـتـضـــبـــه فقـلـت لـمــا أكـــثـــروا علـي فـيم الـجـلـــبـــه؟ ذا ابـن سـعـيد قـد قـضـــى وحـالـنـا مـقـتـــربـــه لا بل له التفضيل فيما لم أنل والغلبه بحسن صوت مطرب وزوجة مـغـتــصـــبـــه ابن الخياط يستزير الزبير ابن بكار في مرض موته ليجدد له عهدا: أخبرني الحرمي ابن أبي العلاء ووكيع، قال الحرمي قال الزبير، وقال وكيع قال الزبير بن بكار: أرسل إلي ابن الخياط يقول: إني عليل منذ كذا وكذا، ومنزلي على طريقك إذا صدرت إلى الثنية ، وأنا أحب أن أجدد بك عهدا، قال: فجعلته على طريقي، فوجدته على فرش مضربة ، وحوله وسائد، وهو مسجى فكشف ابنه الثوب عن وجهه، وقال له: فديتك، هذا أبو عبد الله. فقال له: أجلسني، فأجلسه وأسنده إلى صدره، فجعل يقول بنفس منقطع: بأبي أنت وأمي أموت منذ بضع عشرة ليلة ما دخل علي قرشي غيرك وغير الزبير بن هشام وإبراهيم بن المنذر ومحمد بن عبد الله البكري، ولا والله ما أعلم أحدا أحب قريشا كحبي. قال زبير: وذكر رجلا كان بيني وبينه خلاف فقال: لو كنت شابا لفعلت بأمه كذا وكذا، لا يكنى. ثم قال: والله لو عادت بني مصعب حليلتي قلت لها: بـينـي أو ولدي عن حبهم قصروا ضغطتهم بالرغم والهون أو نظرت عيني خلافا لهم فقأتها عمدا بـسـكـين ثم أقبل على ابنه، فقال: يا بني أقول لك في أبي عبد الله ما قال ابن هرمة لابنه في الحسن بن يزيد: الله جار عتي دعـوة شـفـقـا من الزمان وشر الأقرب الوالي من كل أحـيد عـنـه لا يقـربـه وسط النجي ولا في المجلس الخالي يمون في غد اليوم الذي زاره فيه الزبير: قال الزبير: حدثني محمد بن عبد الله البكري: أنه دخل إليه بعدي في اليوم الذي مات فيه، قال: فقال لي: يا أبا عبد الله، أنا أجود بنفسي منذ كذا وكذا ولا تخرج، ما هكذا كانت نفس عبيد ولا لبيد ولا الحطيئة، ما هي إلا نفس كلب؛ قال: فخرجت فما أبعدت حتى سمعت الواعية عليه. صوت بأبي مالك عـنـي مائل الطرف كليلا وأرى بـرك نـزرا وتحفـيك قـلـيلا وتسمـينـي عـدوا وأسمـيك خـلـيلا أتعلـمـت سـلـوا أم تبدلـت بـديلا؟ أحمد الله فـمـا أغ نى الرجا فيك فتيلا الشعر لعلي بن جبلة، والغناء لزرزور غلام المارقي، خفيف رمل بالبنصر من روايتي الهشامي وعبد الله بن موسى. وفيه لعريب هزج، وفيه ثقيل أول من جيد الغناء. ينسب إليها وإلى علويه، وهو بغنائها أشبه منه بغناء علويه.

المراجع

ar.al-hakawati.net/2011/12/28/%D9%86%D8%B3%D8%A8-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D8%B7-%D9%88%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%87/موسوعة الحكواتي

التصانيف

فنون